كشفت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، اليوم الأحد، أن المسعف أسعد النصاصرة، الذي كان برفقة طاقم إسعاف تعرض لإطلاق نار مباشر في مدينة رفح جنوب قطاع غزة، معتقل لدى سلطات الاحتلال الإسرائيلي، بعد أن ظل مصيره مجهولًا منذ 30 آذار/ مارس الماضي.
وكان النصاصرة قد نجا من القصف الذي أدى إلى مقتل ثمانية من زملائه أثناء توجههم إلى منطقة الحشاشين في رفح، لتقديم الإسعافات الأولية لمصابين نتيجة قصف الاحتلال للمنطقة، إلا أنه اختفى عقب الحادثة. وتلقت الجمعية بلاغًا من اللجنة الدولية للصليب الأحمر يُفيد بوجوده قيد الاعتقال لدى الاحتلال، في ما وصفته الجمعية بـ”الاختطاف القسري لمتطوع إنساني أثناء أدائه لمهامه الطبية”.
وأدى الهجوم الذي نفذه جيش الاحتلال في 30 آذار/مارس إلى مقتل ثمانية مسعفين من الجمعية، هم: مصطفى خفاجة، عز الدين شعت، صالح معمر، رفعت رضوان، محمد بهلول، أشرف أبو لبدة، محمد الحيلة، ورائد الشريف. وبهذا يرتفع عدد قتلى طواقم الهلال الأحمر في قطاع غزة منذ بدء العدوان في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، إلى 27 مسعفًا.
كما تم في اليوم نفسه انتشال جثث ستة من طواقم الدفاع المدني، إلى جانب أحد موظفي الأمم المتحدة، في واحدة من أسوأ الهجمات التي طالت الطواقم الإنسانية منذ بدء الحرب.
ووفقًا للقانون الدولي الإنساني، لا سيما اتفاقية جنيف الرابعة والبروتوكول الإضافي الأول لعام 1977، فإن الطواقم الطبية والمرافق الصحية محمية أثناء النزاعات المسلحة. وتحظر هذه الاتفاقيات بشكل واضح استهداف المسعفين أو عرقلة عملهم أو احتجازهم. كما ينص القانون الدولي على ضرورة توفير الحماية والاحترام للطواقم الإنسانية، ويعتبر أي اعتداء عليهم جريمة حرب يمكن محاكمة مرتكبيها أمام المحكمة الجنائية الدولية.
إن تصاعد استهداف الأطقم الطبية والإنسانية خلال العدوان على غزة، بما يشمل القتل المباشر، تدمير المنشآت الطبية، واحتجاز الطواقم، يسلط الضوء على البيئة المميتة التي يعمل فيها العاملون في المجال الإنساني، وسط صمت المجتمع الدولي الذي يشجع الاحتلال على التمادي في انتهاكاته، بما في ذلك تحويل المسعفين من شهود على المأساة إلى أهداف مباشرة.