ارتكبت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الجمعة، جريمة جديدة بحق المدنيين والمنشآت الطبية في قطاع غزة، حيث أضرمت النيران في مستشفى كمال عدوان الواقع في بلدة بيت لاهيا شمال القطاع، وهو المستشفى الوحيد الذي كان يقدم خدماته الصحية لنحو 400 ألف نسمة في تلك المنطقة.
وفي التفاصيل؛ قامت قوات الاحتلال بمحاصرة المستشفى وإجبار المرضى والطواقم الطبية والصحفيين على إخلائه تحت تهديد السلاح.
وتخلل العملية إطلاق قذائف ورصاص حي على المبنى، ما تسبب في اندلاع النيران التي التهمت أقسام العمليات والمختبر والإسعاف والطوارئ والاستقبال.
وذكرت المصادر المحلية أن قوات الاحتلال أجبرت المتواجدين داخل المستشفى، وعددهم نحو 350 شخصًا، على خلع ملابسهم وسط برد قارس، ثم اقتادتهم إلى وجهة مجهولة.
ويُعد هذا الاستهداف المباشر لمستشفى كمال عدوان، الذي يضم 170 فردًا من الطواقم الطبية، انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني، وتحديدًا اتفاقيات جنيف التي تحظر استهداف المنشآت الصحية والطواقم الطبية أثناء النزاعات. كما أن الاعتداء يفاقم الأزمة الصحية في قطاع غزة، حيث أصبح سكان شمال القطاع دون أي خدمات طبية.
وفيات بسبب البرد
وفي حادث مأساوي يعكس حجم المعاناة؛ أعلنت وزارة الصحة في غزة اليوم عن وفاة الممرض الفلسطيني أحمد الزهارنة بسبب البرد القارس داخل خيمته في منطقة المواصي بخان يونس.
والزهارنة من الطواقم العاملة في مستشفى غزة الأوروبي، مما يُبرز حجم التحديات التي يواجهها العاملون في المجال الطبي.
كما أكدت مصادر طبية فلسطينية وفاة ثلاثة رضّع أمس الخميس نتيجة البرد وانخفاض درجات الحرارة، في ظل استمرار أزمة الشتات وفقدان المأوى.
ويتعرض قطاع غزة منذ أكثر من 14 شهرًا لحملة إبادة جماعية متواصلة من قبل الاحتلال الإسرائيلي، في ظل حصار خانق ودمار واسع للبنية التحتية.
وتستوجب الجرائم الإسرائيلية بحق المدنيين والمنشآت الطبية في قطاع غزة، تحركًا عاجلًا من المجتمع الدولي، لاتخاذ إجراءات حاسمة لوقف حرب الإبادة التي يرتكبها الاحتلال، ومحاسبة المسؤولين عنها.