في جريمة جديدة تضاف إلى سلسلة الاستهداف الممنهج للمنشآت الصحية؛ قصف جيش الاحتلال الإسرائيلي مستشفى “الحلو” في حي النصر غرب مدينة غزة بقذيفتين، ما جعل الوصول إليه أو مغادرته أمراً متعذراً.
وأكد أن الأطباء والمرضى داخل المستشفى يعيشون حالة ذعر شديد بعد أن قطع الاحتلال شبكة الإنترنت عن المرفق الطبي لعزله عن العالم الخارجي وتعطيل خدماته الصحية.
وأشار شهود عيان إلى أن قوات الاحتلال تنتشر في محيط المستشفى ضمن توسعها البري في عدة محاور رئيسية بمدينة غزة، حيث يواصل الجيش قصف وتفجير المباني السكنية بهدف تهجير السكان قسرياً وإفراغ المدينة.
وبحسب وزارة الصحة والبيانات الحقوقية في غزة؛ ارتكب الاحتلال منذ بداية الحرب في أكتوبر/تشرين الأول 2023 سلسلة واسعة من الاعتداءات الممنهجة على المنظومة الصحية، تمثلت في تدمير أو إخراج 38 مستشفى عن الخدمة، واستهداف 96 مركزاً للرعاية الصحية، وتدمير أو إعطاب 197 سيارة إسعاف، وتنفيذ 788 هجوماً مباشراً على المرافق الصحية والطواقم الطبية وسلاسل إمدادها، وقتل 1,670 من العاملين الصحيين أثناء أداء واجبهم.
وتمثل هذه الأفعال انتهاكاً صارخاً لاتفاقيات جنيف الرابعة لعام 1949، التي تحظر استهداف المنشآت الصحية والطواقم الطبية تحت أي ذريعة. كما أنها تندرج ضمن جرائم الحرب، بل وتؤسس لجريمة الإبادة الجماعية وفق المادة الثانية من اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية لعام 1948، التي تُعرّف الإبادة بأنها “الأفعال المرتكبة بقصد التدمير الكلي أو الجزئي لجماعة قومية أو إثنية أو دينية”.
إن القصف المتكرر للمستشفيات، إلى جانب استهداف المدنيين وفرض الحصار الشامل الذي أفضى إلى مجاعة أزهقت أرواح مئات الفلسطينيين، يبرز سياسة متعمدة تقوم على استهداف الإنسان الفلسطيني في حياته وصحته وكرامته، وهي سياسة تنسجم مع تعريف التهجير القسري والقتل الجماعي كأدوات للإبادة.