تشهد مدينة غزة كارثة إنسانية غير مسبوقة، تتجسد في تشريد عشرات الآلاف من المدنيين، وارتفاع أعداد القتلى والجرحى إلى مستويات صادمة، في ظل استمرار سياسة التدمير الشامل التي ينفذها الاحتلال ضمن عملياته العسكرية المتصاعدة منذ أسابيع.
وأعلن الدفاع المدني في القطاع، أن أكثر من 6 آلاف فلسطيني أصبحوا بلا مأوى بعد قصف الاحتلال لمنازلهم يوم السبت، في وقت يتعرض فيه أكثر من مليون إنسان في غزة لتهديد مباشر بالموت نتيجة الحصار والقصف المتواصل.
وأوضح المتحدث باسم الدفاع المدني محمود بصل، أن عمليات الاستهداف لم تقتصر على المنازل التي أُبلغ بعض سكانها بالهجوم مسبقا، بل طالت أيضا مبانٍ لم يتلق قاطنوها أي إنذار، ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى بينهم أطفال ونساء.
وأكد بصل أن الظروف المعيشية في مدينة غزة بلغت مرحلة كارثية، إذ يعيش السكان وسط حصار خانق ونقص حاد في مقومات الحياة الأساسية، فيما يتعرض آلاف الأطفال لخطر الموت بسبب الجوع والأوضاع الصحية المتدهورة.
وواصل الاحتلال عمليات القصف المركز، مستهدفا أبراجا سكنية ومدارس تابعة لوكالة “أونروا”، في إطار خطة تهدف للسيطرة الكاملة على المدينة. وتشير إحصاءات المكتب الإعلامي الحكومي إلى أن الاحتلال دمّر منذ 11 أغسطس/ آب 1600 برج وعمارة سكنية بشكل كامل، وألحق أضرارا جسيمة بنحو ألفي مبنى آخر، إضافة إلى حرق وتدمير 13 ألف خيمة، ما أدى إلى تشريد أكثر من 100 ألف شخص.
وباتت الحركة السكانية في المدينة أقرب إلى نزوح داخلي جماعي، حيث تتكدس الغالبية في الأحياء الغربية هربا من الغارات المكثفة، لكن القصف لاحقهم حتى هناك.
وبحسب تقديرات أممية؛ فإن ما يحدث في غزة يعادل “حكما بالإعدام” على سكانها، حيث لم يعد أمام المدنيين سوى خيارين قاسيين: الموت تحت الأنقاض أو النزوح نحو مناطق مكتظة لا تتوافر فيها مقومات البقاء.
ورغم الاحتجاجات الداخلية في كيان الاحتلال على خطورة هذه العمليات على حياة الأسرى والجنود في القطاع، يواصل الجيش تنفيذ عدوانه الذي أطلق عليه اسم “عربات جدعون 2″، مستهدفا اجتياح غزة بالكامل.
ومنذ بدء حرب الإبادة منذ 7 أكتوبر 2023 بلغ عدد الضحايا الفلسطينيين 64 ألفا و803 قتلى و164 ألفا و264 جريحا، غالبيتهم من الأطفال والنساء. كما أدت المجاعة الناجمة عن الحصار وانعدام المواد الغذائية إلى وفاة 420 شخصا بينهم 145 طفلا، في مؤشر إضافي على أن ما يجري لا يقتصر على حرب عسكرية، بل يمثل جريمة إبادة جماعية متكاملة الأركان بحق المدنيين.