لليوم الـ29 على التوالي؛ يواصل الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على مدينة جنين ومخيمها، في انتهاك صارخ للقانون الدولي الإنساني ومبادئ حقوق الإنسان، حيث أسفر العدوان حتى الآن عن مقتل 26 فلسطينياً، بينهم أطفال، وإصابة العشرات، إلى جانب دمار واسع في الممتلكات والبنية التحتية.
وارتكبت قوات الاحتلال جريمة جديدة بإحراق منزل في حارة السمران بمخيم جنين، كما فرضت قيوداً مشددة على حركة السكان عبر إغلاق طريق السكة- القصار والطريق المؤدي إلى مقبرة المخيم الجديدة، بوضع سواتر ترابية تحول دون وصول الأهالي إلى مناطقهم.
إلى جانب ذلك، أطلق جيش الاحتلال قنابل ضوئية باتجاه جامع الأسير، في إطار سياسة الترهيب الجماعي التي تمارسها ضد المدنيين الفلسطينيين.
وفي تصعيد إضافي للعقوبات الجماعية؛ أقامت قوات الاحتلال بوابة حديدية قرب مستوطنة “حومش”، مما يعمّق القيود المفروضة على تنقل الفلسطينيين بين نابلس وجنين.
كما واصلت قوات الاحتلال عمليات الاعتقال، حيث داهمت منزلاً في حرش السعادة بجنين واعتقلت أحد السكان، في انتهاك واضح للحقوق المكفولة في العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية.
وتكشف صور الدمار المتزايد في مخيم جنين عن نهج ممنهج للتدمير والتشريد، حيث تواصل قوات الاحتلال عمليات الهدم وفتح الشوارع بالقوة العسكرية، مستخدمة الجرافات والمعدات الثقيلة لتغيير معالم المنطقة. ويتزامن ذلك مع تحليق مكثف للطائرات المسيرة على ارتفاعات منخفضة، ما يعزز حالة الرعب والخوف بين السكان المدنيين، خصوصاً الأطفال وكبار السن.
وفي استجابة إنسانية محدودة، أعلنت وكالة “الأونروا” عن فتح عيادة طبية في المركز الكوري قرب مديرية صحة جنين، لمتابعة المرضى الذين يعانون من أمراض مزمنة، وذلك في ظل التدهور الحاد في الخدمات الصحية بسبب استمرار الحصار والهجمات العسكرية الإسرائيلية.
وفي جريمة جديدة تضاف إلى سجل انتهاكات الاحتلال بحق الأطفال الفلسطينيين، قُتل الطفل ضياء الدين سباعنة (15 عاماً) أمس الاثنين، متأثراً بإصابته التي تعرض لها قبل أسبوعين جراء قصف إسرائيلي بطائرة مسيّرة استهدف مركبة في بلدة قباطية جنوب جنين.
ويشكل هذا الاستهداف خرقًا خطيرًا لمبادئ القانون الدولي الإنساني، خاصة اتفاقية حقوق الطفل التي تحظر استهداف الأطفال أو تعريضهم للخطر أثناء النزاعات المسلحة.
وفي سياق الانتهاكات المستمرة، اعتدت قوات الاحتلال على طاقم إسعاف تابع للهلال الأحمر الفلسطيني أثناء محاولته نقل حالة مرضية، كما أجبرت الطواقم الطبية على إخلاء مسنة من منزل مدمر في مخيم جنين، ما يعكس السياسة الإسرائيلية الممنهجة لاستهداف الخدمات الطبية وعرقلة عمل فرق الإغاثة، في مخالفة جسيمة لاتفاقيات جنيف التي تضمن الحماية للطواقم الطبية والمرافق الصحية في مناطق النزاع.
ويستوجب هذا العدوان الهمجي تدخلاً عاجلاً من قبل المنظمات الحقوقية الدولية لوقف جرائم الاحتلال، ومحاسبة المسؤولين عنها أمام المحاكم الدولية، لا سيما في ظل تصاعد الهجمات الإسرائيلية التي تستهدف المدنيين العزّل في الأراضي الفلسطينية المحتلة.