تتواصل الانتهاكات الإسرائيلية بحق المدنيين الفلسطينيين في محافظة الخليل، حيث شهدت المحافظة اليوم الخميس واحدة من أوسع حملات الاعتقال والمداهمة، طالت 56 مواطناً بينهم سيدتان، رافقها تنكيل بالأهالي واعتداءات على الممتلكات، خصوصاً في بلدة بيت أمر شمال المحافظة.
واقتحمت قوات الاحتلال مناطق واد الهرية وخربة قلقس جنوب المدينة، ونفذت اعتقالات استهدفت عدداً من أبناء عائلة الأطرش، بينهم قصي أبو عيشة ورائد شاهر الأطرش، إلى جانب اعتقال الأشقاء أديب ونور ومحمد أنور بركات الأطرش، وآخرين من ذويهم.
كما امتدت الاعتقالات إلى بلدة دير سامت والبرج غرب الخليل، حيث جرى اعتقال بهيج محمود الحروب ومحرز خالد التلاحمة والشقيقين مالك ومحمد التلاحمة، بعد مداهمة منازلهم وتفتيشها والعبث بمحتوياتها.
وفي السياق ذاته؛ شهدت بلدة بيت أمر شمال الخليل الوضع الأكثر تصعيداً، إذ فرضت قوات الاحتلال حصاراً مشدداً عليها لليوم الثاني على التوالي، وحولتها إلى منطقة عسكرية مغلقة بعد إغلاق جميع مداخلها.
ومارست قوات الاحتلال عمليات تنكيل ممنهج بالسكان، شملت تدمير محتويات المنازل وتحويل عدد منها إلى ثكنات عسكرية، إلى جانب عمليات احتجاز جماعية طالت أكثر من 40 مواطناً بينهم سيدتان.
وتم احتجاز المعتقلين داخل ملعب البلدة في ظروف قاسية، وسط شهادات من الأهالي تفيد بتعرض المحتجزين لسوء المعاملة والإهانة. ومن بين المعتقلين الذين عُرفوا: وليد علي عادي، محمد جودت بحر، مراد صبارنة، ديار صليبي، سعيد أبو ترك العلامي، عصام وربحي ويحيى إخليل، وسيم الزعاقيق، عصام العمور، إسماعيل صليبي، يوسف العلامي، إضافة إلى عدد من أبناء عائلات صبارنة، الزعاقيق، أبو مارية، والدة الشهيد إبراهيم الزعاقيق سهير أبو مارية، وآخرين.
وتعكس هذه الحملة مستوى متزايداً من الانتهاكات التي تستهدف المدنيين الفلسطينيين في حياتهم اليومية، خاصة ما يتعلق باعتقالات جماعية دون مذكرات قانونية، وإغلاق مناطق كاملة، ومنع حركة السكان، وتحويل المنازل إلى مواقع عسكرية، وهو ما يؤثر بشكل مباشر على حياة الأهالي وعلى حقوقهم الأساسية في التنقل والسكن والعيش الآمن.
كما تمثل طريقة الاعتقال الجماعي واحتجاز المواطنين في ملعب مكشوف، بما فيهم سيدتان، انتهاكاً واضحاً لمعايير المعاملة الإنسانية، خاصة عندما تترافق مع الإهانات وإتلاف الممتلكات الخاصة.
وتقدم أحداث الخليل اليوم مثالاً جديداً على واقع يومي يُفرض على الفلسطينيين في مناطق مختلفة من الضفة الغربية، حيث تواصل المداهمات والاعتقالات والحصار سياسة تضيق على حياة المدنيين وتترك آثاراً اجتماعية ونفسية واقتصادية عميقة، وسط صمت دولي.



























