في انتهاك صارخ للحقوق الدينية المكفولة بموجب القوانين الدولية، اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، مساء السبت، باحات المسجد الأقصى عقب انتهاء صلاتي العشاء والتراويح، وأجبرت المصلين على المغادرة بالقوة.
ويأتي هذا الاعتداء في اليوم الأول من شهر رمضان، حيث تجمع أكثر من 70 ألف مصلٍ في رحاب المسجد رغم القيود المشددة التي تفرضها سلطات الاحتلال على دخول الفلسطينيين إليه.
ويكشف تكرار الاعتداءات على المسجد الأقصى، لا سيما خلال شهر رمضان، عن نية الاحتلال فرض واقع جديد في المسجد عبر تكريس سياسات التهويد والتقسيم الزماني والمكاني، حيث لا يمكن النظر إلى هذه الاعتداءات بمعزل عن الإجراءات العسكرية المشددة التي تحاصر الفلسطينيين وتحرمهم من حقهم الطبيعي في الصلاة بحرية.
ويمثل هذا السلوك الإسرائيلي يمثل اعتداءً على المعاهدات والاتفاقيات الدولية التي تضمن حماية دور العبادة من التدنيس والاعتداء، ويشكل خرقًا واضحًا للقانون الدولي الإنساني، الذي يحظر على القوة القائمة بالاحتلال تغيير الوضع القائم في الأماكن المقدسة أو تقييد حرية ممارسة الشعائر الدينية.
وتستدعي انتهاكات الاحتلال في المسجد الأقصى، تحمُّل المجتمع الدولي مسؤولياته إزاءها، واتخاذ إجراءات فعلية تضمن وقفها، كما يتوجب على الحكومات والمؤسسات الدولية ممارسة ضغوط حقيقية على الاحتلال لإجباره على احترام حرية العبادة ووقف جميع أشكال التعدي على المقدسات الإسلامية.