يواصل الاحتلال الإسرائيلي تصعيده من عمليات القتل التي يمارسها بحق الأطفال الفلسطينيين، متنكراً للقانون الدولي الإنساني الذي يحظر شنّ هجوم يُتوقع منه قتل أو إصابة المدنيين عَرَضا، أو إلحاق الضرر بالأعيان المدنية.
وفي هذا السياق؛ قُتل طفل وأصيب شابان أحدهما بجروح خطيرة، خلال اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي فجر اليوم السبت بلدة قباطية جنوب جنين شمال الضفة الغربية.
وأعلن مدير مستشفى الرازي في جنين، فواز حماد، مقتل الطفل معتصم نبيل أبو عابد (13 عاما)، وإصابة شاب بجروح خطيرة، لافتاً إلى أن الطفل والشاب وصلا إلى الرازي فجر اليوم عقب إصابتهما برصاص الاحتلال في قباطية.
وفي ساعات الفجر؛ اقتحمت قوات كبيرة من جيش الاحتلال البلدة، وتجولت في عدة مناطق وتمركزت في حي الزكارنة وقرب الحسبة، واقتحم جنود الاحتلال عدة منازل، ونشروا القناصة في عدة بنايات ومنازل وسط مواجهات عنيفة.
وسبق الاقتحام تسلل قوات خاصة من جيش الاحتلال بمركبات تحمل لوحة تسجيل فلسطينية إلى قباطية.
وأصابت قوات الاحتلال شابين بالرصاص أحدهما جروحه خطيرة، كما اعتقلت المواطن سامر زكارنة ونجله محمد عقب مداهمة منزله، وداهم جنود الاحتلال منزل المواطنين سامي زكارنة وعلاء الحثناوي ومحمد نزال، وحطموا محتويات المنازل.
واحتجزت قوات الاحتلال مركبات الإسعاف ومنعتها من الدخول للبلدة لنقل المصابين.
ويوميا؛ تشهد أنحاء متفرقة من الضفة الغربية، بما فيها مدينة القدس الشرقية، حملات مداهمة واقتحامات للقرى والبلدات من جانب قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي، تصحبها مواجهات واعتقالات وإطلاق نار وقنابل غاز على الفلسطينيين، بالتزامن مع اعتداءات متكررة للمستوطنين.
ويتزامن عدوان الاحتلال على مدن الضفة، مع اليوم الـ176 من حرب الاحتلال على قطاع غزة، والتي خلفت عشرات الآلاف من القتلى والجرحى، أكثرهم من النساء والأطفال، عدا عن دمار هائل في البنية التحتية، وكارثة إنسانية غير مسبوقة.
ويشكل العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة والضفة انتهاكًا صارخًا للقانون الإنساني الدولي وحقوق الإنسان، حيث إنه يعرّض حياة المدنيين وممتلكاتهم للخطر الشديد، ويسبب معاناة جسيمة لهم.
ويستدعي هذا العدوان الغاشم من الاحتلال الإسرائيلي؛ السعي لملاحقة الذين يقفون وراءه، وتقديمهم للعدالة، فالقتل غير المبرر للمدنيين والعاملين في مجال الرعاية الصحية يشكل جريمة حرب تعرض مرتكبيها للمسائلة والمحاكمة أمام المحكمة الجنائية الدولية.