في ظل واقع إنساني بالغ القسوة يعيشه سكان قطاع غزة؛ تتواصل هجمات الاحتلال الإسرائيلي على المناطق السكنية، وفي هذا السياق؛ قُتل اليوم الأحد مواطن فلسطيني في حي الشجاعية شرق مدينة غزة، بعدما استهدفته طائرة مسيّرة تابعة لقوات الاحتلال.
وتتعرض أحياء الشجاعية والزيتون منذ صباح اليوم لعمليات نسف وتدمير طالت منازل مأهولة، ما يفاقم معاناة المدنيين العالقين تحت القصف والانهيارات ويحول دون قدرة طواقم الإنقاذ على الوصول إلى المحاصرين.
ومنذ بدء حرب الإبادة الإسرائيلية في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، ارتفعت حصيلة القتلى الفلسطينيين في القطاع إلى 68,858 قتيلاً، غالبيتهم من النساء والأطفال، في حين تجاوز عدد المصابين 170,664 إصابة.
كما سُجل منذ اتفاق وقف إطلاق النار في 11 أكتوبر/تشرين الأول الماضي 226 قتيلاً و594 مصاباً، إضافة إلى انتشال 499 جثماناً من تحت الأنقاض. وتم كذلك استلام جثامين 30 قتيلا فلسطينيا من الاحتلال ليرتفع إجمالي الجثامين المستلمة إلى 225.
ويناقض الهجوم المتكرر على الأحياء السكنية المكتظة واستهداف المدنيين بصورة مباشرة أو غير مباشرة، المبادئ الأساسية للقانون الدولي الإنساني، الذي يوجب على القوة القائمة بالاحتلال حماية السكان المدنيين والامتناع عن الاستخدام العشوائي أو المفرط للقوة.
كما أن استهداف المنازل دون وجود ضرورة عسكرية واضحة يُعدّ شكلاً من أشكال العقاب الجماعي المحظور دولياً، وقد يرقى إلى جرائم حرب تستوجب المساءلة.
ويعدّ استمرار استهداف المدنيين بعد وقف إطلاق النار انتهاكاً مضاعفاً، حيث يخلّ بالتعهدات الدولية ويجعل الاتفاقات القائمة فاقدة لقيمتها الإنسانية والقانونية. كما يفاقم التدمير المنهجي للبنية المدنية من خطر التهجير القسري، ويهدد الحق الأساسي للفلسطينيين في الحياة والسكن والكرامة.

























