في تصعيد مستمر للعدوان الإسرائيلي شمال الضفة؛ قُتل شاب فلسطيني في مدينة جنين فجر اليوم الثلاثاء، إثر إطلاق قوات الاحتلال النار عليه في الحي الشرقي من المدينة.
وفي التفاصيل؛ تسللت قوة خاصة تابعة لجيش الاحتلال الإسرائيلي إلى عمارة الغول في الحي الشرقي، وأطلقت النار على الشاب جهاد علاونة، مما أدى إلى إصابته برصاصة في فخذه.
وترك الجنود علاونة ينزف حتى فارق الحياة بعد وقت قصير من إصابته.
من جهتها؛ أكدت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني أن طواقمها نقلت الشهيد إلى المستشفى، حيث كان في العشرينات من العمر.
واستمر العدوان الإسرائيلي في شمال الضفة الغربية، حيث واصل قوات الاحتلال اقتحامها مدينة طولكرم ومخيماتها في يومه الـ37، محملة السكان معاناة جديدة من الحصار والمداهمات المستمرة.
وعزز الاحتلال قواته في المنطقة، وشنّ عمليات دهم للمنازل وتدمير ممتلكات المواطنين، بالإضافة إلى فرض حصار خانق على مخيمات طولكرم ونور شمس.
ويواجه المواطنون، الذين يعانون من نقص حاد في المواد الغذائية والطبية، صعوبات في الحصول على الاحتياجات الأساسية. كما أُغلقت طرق رئيسية، وعُرقلت حركة التنقل من وإلى المخيمين، وسط إطلاق رصاص حي وقنابل صوتية لترويع الأهالي.
وفي سياق موازٍ؛ استمرت عمليات الهدم والتجريف التي طالت أكثر من 25 منزلاً في مخيمات طولكرم ونور شمس، بذريعة شق طرق جديدة داخل المخيمات.
وبسبب الحصار المستمر؛ أجبر الاحتلال أكثر من 9 آلاف مواطن على النزوح من مخيم نور شمس، بينما نزح أكثر من 12 ألف آخرين من مخيم طولكرم. وبينما تواصل قوات الاحتلال حملاتها على هذه المناطق، ازدادت أعداد الشهداء والجرحى، فيما اعتُقل عشرات الفلسطينيين، بمن فيهم أطفال ونساء، في ظل ظروف غير إنسانية.
وفي محافظة نابلس؛ اعتقلت قوات الاحتلال صباح اليوم الثلاثاء، ثلاثة مواطنين من قرية روجيب شرق المدينة. وعقب اقتحام القرية، داهمت قوات الاحتلال المنازل وعبثت بمحتوياتها، قبل أن تقوم باعتقال كل من غيث رواجبه، ليث فريح دويكات، وأحمد جهاد رواجبه.
وفي مدينة نابلس؛ استمرت الاقتحامات التي طالت أحياء عدة، شملت حي المخفية، حيث تم تفتيش المنازل وعبث محتوياتها، إلا أنه لم يُسجل أي حالات اعتقال.
ويشكل استخدام القوة المفرطة ضد المدنيين أحد أبرز أساليب الاحتلال في فرض سيطرته على الأراضي الفلسطينية. وتوثق تقارير حقوقية دولية استخدام القوات الإسرائيلية للأسلحة الثقيلة في المناطق السكنية، ما يؤدي إلى وقوع قتلى وإصابات في صفوف المدنيين، فضلاً عن دمار البنية التحتية، مثل شبكات المياه والكهرباء، في عمليات الهدم المتواصلة.
كما يُعد الحصار المستمر على المدن والمخيمات الفلسطينية في الضفة الغربية خرقاً للقوانين الدولية التي تنص على حق السكان في التنقل والحصول على الاحتياجات الإنسانية. واستمرار سياسة التهجير القسري للأهالي يهدد بتدمير الحياة الاجتماعية والاقتصادية في المناطق الفلسطينية، ما يعمق من معاناتهم.
أما في ما يتعلق بالاعتقالات العشوائية، فإن القانون الدولي يحظر احتجاز الأفراد دون محاكمة عادلة، ويشدد على ضرورة احترام حقوق المعتقلين خلال فترات الاحتجاز، وهو ما تواصل قوات الاحتلال انتهاكه من خلال الاعتقالات التعسفية التي تستهدف الأطفال والشباب الفلسطينيين.
إضافة إلى ذلك؛ فإن تدمير الممتلكات الخاصة، بما في ذلك المنازل والمنشآت المدنية، يشكل خرقًا لالتزامات الاحتلال بموجب القانون الدولي الإنساني، ما يستدعي تدخل المجتمع الدولي لمحاسبة سلطات الاحتلال على انتهاكاتها المستمرة، والضغط عليها لوقف تصعيدها في الأراضي الفلسطينية المحتلة.