في ظل استمرار حرب الإبادة الجماعية على قطاع غزة منذ نحو 23 شهراً؛ صعّد الاحتلال الإسرائيلي فجر الاثنين من هجماته الدموية، ما أدى إلى مقتل 25 فلسطينياً وإصابة عشرات آخرين في قصف جوي ومدفعي مكثف تركز على مدينة غزة وأحيائها المكتظة بالنازحين.
ففي حي الشيخ رضوان شمال غرب المدينة؛ استُهدفت منازل مأهولة وخيمة للنازحين قرب مفترق طموس، ما أدى إلى مقتل ستة أشخاص على الأقل وأصيب آخرون.
وفي شارع اليرموك شمال المدينة؛ دمّر الطيران الحربي منزلاً لعائلة الضعيفي ما أسفر عن خمسة قتلى، بينما قضى أربعة بينهم طفلة في قصف خيمة نازحين بمنطقة الشاليهات غرب غزة.
كما استهدفت غارات أخرى شققاً سكنية في حي الرمال ووسط المدينة، فقتل شقيقان وأصيب عدد من المدنيين.
وبالتزامن مع ذلك، واصل الاحتلال تفجير منازل عبر روبوتات مفخخة وإلقاء قنابل من طائرات مسيرة صغيرة فوق أسطح المنازل، في مشهد يرمي إلى نشر الرعب وترهيب السكان.
ولم تقتصر الجرائم على شمال القطاع، ففي مخيم النصيرات بوسط غزة، قتل خمسة فلسطينيين بينهم فتاة وأصيب أكثر من عشرين آخرين جراء استهداف تجمع للمدنيين.
وفي خان يونس جنوباً، قتل ثلاثة أشخاص بينهم شقيقان عندما أصاب القصف خيمة للنازحين في مخيم القادسية. كما تعرضت مناطق متفرقة في خان يونس لقصف مدفعي، فيما قصفت البوارج شاطئ رفح.
وبالتوازي مع التصعيد العسكري؛ يواصل الاحتلال استخدام التجويع كسلاح إبادة. فقد أعلنت وزارة الصحة في غزة وفاة ستة فلسطينيين خلال يوم واحد بسبب المجاعة، ليرتفع عدد ضحايا الجوع إلى 393 قتيلاً بينهم 140 طفلاً، نتيجة الحصار الشامل وإغلاق المعابر ومنع إدخال الغذاء والدواء، ما يضاعف مأساة المدنيين ويمثل جريمة عقاب جماعي.
وبحسب الإحصاءات؛ فقد بلغ عدد ضحايا الحرب حتى الآن أكثر من 64 ألف قتيل، وما يزيد على 162 ألف مصاب، معظمهم من النساء والأطفال، إلى جانب آلاف المفقودين ومئات آلاف النازحين.
ولا يمكن وصف ما يجري في غزة إلا بأنه إبادة جماعية مكتملة الأركان، حيث تتداخل سياسات القتل الممنهج مع التجويع والتهجير القسري والتدمير المنظم للمنازل والبنى التحتية.
ويمثل منع الغذاء والدواء وإغلاق المعابر وتحويل المدنيين إلى رهائن للعقاب الجماعي جريمة ضد الإنسانية وانتهاكاً صارخاً للقانون الدولي الإنساني.
كما أن استهداف النازحين في خيامهم وترويع السكان بالمسيرات الانتحارية يعكس سياسة متعمدة لإبادة مجتمع بأسره، وليس مجرد “أضرار جانبية” كما يحاول الاحتلال تصويرها.