تشهد مدينة غزة فصولاً دامية جديدة تضاف إلى سجل الإبادة الجماعية المستمرة منذ ما يقارب العامين في كامل القطاع، حيث يواصل الاحتلال الإسرائيلي استهداف المدنيين العزّل بالقتل والتهجير والتدمير، متجاهلاً كل القوانين الدولية والإنسانية.
فمنذ فجر الأحد، قُتل 17 فلسطينياً معظمهم من النازحين والأطفال، في سلسلة غارات جوية وقصف مدفعي طال مناطق متفرقة من مدينة غزة.
وأفادت مصادر طبية بأن 8 قتلى وعدداً من الجرحى سقطوا جراء استهداف مدرسة الفارابي التي كانت تؤوي نازحين قرب ملعب اليرموك وسط المدينة. كما قُتل 4 آخرون، بينهم طفل، إثر قصف جوي استهدف منزلاً عند مفترق الغزالي في حي الشيخ رضوان شمال المدينة.
وفي هجوم آخر؛ قُتل طفلان وأصيب آخرون عندما استهدفت طائرة مسيّرة خيمة نازحين مقابل مفترق التشريعي في غزة. بينما واصل سلاح المدفعية قصف محيط بركة الشيخ رضوان بالتوازي مع إطلاق نار كثيف من الآليات العسكرية.
وشهد حي الشجاعية شرق غزة موجة جديدة من الغارات الجوية والقصف المدفعي، في مشهد يعكس استمرار سياسة الأرض المحروقة التي ينتهجها الاحتلال.
وتأتي هذه الجرائم في سياق أوسع من الإبادة الجماعية التي يتعرض لها سكان القطاع منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، والتي تتجسد في القتل الممنهج والتجويع والحرمان من المأوى، إضافة إلى التدمير الممنهج للبنية التحتية، ما أدى حتى الآن إلى سقوط 64,368 قتيلاً و162,367 مصاباً، معظمهم من النساء والأطفال، فضلاً عن أكثر من 9 آلاف مفقود ومئات آلاف النازحين.
ولا تقتصر الإبادة على قتل المدنيين واستهداف الملاجئ والمنازل، بل تشمل أيضاً سياسة التهجير القسري التي تدفع مئات آلاف العائلات إلى النزوح المتكرر في ظروف إنسانية بالغة القسوة، وسط انعدام الماء والغذاء والدواء.
وتشكل هذه الانتهاكات في مجموعها جرائم إبادة جماعية وفق أحكام القانون الدولي، لكونها تستهدف الوجود الفلسطيني ذاته وتسعى إلى اقتلاعه من أرضه، وسط صمت دولي.