تستمر سلطات الاحتلال الإسرائيلي في استهداف الصحفيين الفلسطينيين والتضييق عليهم، لثنيهم عن نقل الحقيقة التي تفضح انتهاكاته بحق المدنيين العزل من أبناء الشعب الفلسطيني.
وفي هذا السياق؛ وثقت وزارة الإعلام الفلسطينية في تقرير 40 انتهاكاً إسرائيلياً بحق الصحفيين العاملين في الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس، خلال مارس/آذار المنصرم.
ورصد التقرير اعتقال أو احتجاز أو إبعاد قوات الاحتلال الإسرائيلي لـ13 صحفياً فلسطينياً؛ هم: منى القواسمي، وخالد الزبدة، وبكر عبدالحق، ومعتصم سقف الحيط، ومحمد ادكيدك، وعرين العملة، وجهاد القواسمي، وإياد الهشلمون، و3 صحفيين من طاقم تلفزيون فلسطين، وتم إبعاد الصحافية منى القواسمي عن المسجد الأقصى لمدة أسبوع.
وأضاف أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي أصدرت حكماً بالاعتقال الفعلي لمدة 10 أشهر بحق الصحفي تامر البرغوثي، وأجّلت محاكمة الصحفي طارق أبو زيد، وجددت الاعتقال الإداري بحق الصحافية بشرى الطويل.
وسجل التقرير خمس حالات اعتداء وإصابة تعرض لها الصحفيين من قبل قوات الاحتلال ومستوطنيه، خلال تغطيتهم المسيرات والفعاليات بالضفة المحتلة، والتي هاجم فيها المستوطنين تحت مرأى الاحتلال الصحفيين بالضرب والشتم والاهانة، وعرف منهم الصحفي فايز أبو رميلة، ومصطفى الخاروف، والصحفي التركي تورغيت ألب الذي يعمل في وكالة الاناضول، ويوسف شحادة، بالإضافة إلى الاعتداء على عدد من الصحفيين وإلقاء قنابل غاز سامة، ما أدى إلى تعرضهم للاختناق.
ومنعت قوات الاحتلال الإسرائيلي ومستوطنون أكثر من 10 حالات من التغطية، عرقلت خلالها أداء مهام الصحفيين الفلسطينيين وتغطيتهم المسيرات والفعاليات التي تظهر انتهاكات الاحتلال الاسرائيلي ومنعتهم من العمل.
ووثق التقرير أيضاً ثلاث حالة تحطيم لمركبة الصحفيين ومصادرة واحتجاز معداتهم، كما تم تهديد الصحفيين ناصر اشتية ومجدي حمد بالاعتقال، وتم إطلاق قنابل الغاز السام تجاههما وإبعادهما عن المكان تحت تهديد السلاح.
وفيما يتعلق بمحاربة المحتوى الفلسطيني؛ أغلقت وقيدت حساب وحظرت إدارات مواقع التواصل الاجتماعي وبالتآمر مع الاحتلال الإسرائيلي أكثر من ثلاث حالات لصحفيين وإعلاميين بذريعة نشر على المواقع ما يخالف تعليمان النشر.
وحول مضايقات الاحتلال للأسرى الصحفيين في سجون الاحتلال؛ سجل التقرير حالة واحدة تم خلالها إجبار الصحفي تامر البرغوثي على دفع غرامة مالية خلال إصدار حكم باعتقاله فعلياً.
وسبق أن وثّقت نقابة الصحفيين الفلسطينيين 490 انتهاكا إسرائيليا بحق الصحفيين والمؤسسات الإعلامية الفلسطينية، خلال العام الماضي 2020، بحسب بيان لها أواسط يناير/كانون الثاني الماضي.
وبحسب هيئات حقوقية مهتمة بشؤون الصحفيين؛ يقبع حالياً في سجون الاحتلال الإسرائيلي 25 صحفياً فلسطينياً.
وكانت المنظمة العربية لحقوق الإنسان قد دعت مؤخرا إلى “تشكيل محكمة دولية متخصصة في الجرائم المرتكبة ضد الصحفيين، لمحاسبة كل أولئك الذين يعتمدون الاعتداء على الصحافة الحرة كمنهج من اجل تغييب الحقيقة والعبث في وعي الجماهير خدمة لمصالحهم وأجنداتهم الشخصية”.
وأكدت المنظمة في بيان، أن مهزلة العدالة التي يعاني منها الصحفيون لن تنتهي إلا إذا توقف نفاق بعض الدول التي تؤمن بمبادئ الصحافة الحرة وتطبقها، في حين أنها تعقد الصفقات وتمد الجسور مع أنظمة لا تؤمن بهذه المبادئ، بل تقمع الصحفيين وتقتلهم.
وتعتقل “إسرائيل” في سجونها 4400 فلسطيني، منهم 36 سيدة، و140 قاصرا، ووصل عدد المعتقلين الإداريين (دون تهمة) إلى 440.