في مشهد جديد من مشاهد الإبادة الجماعية المستمرة بحق المدنيين الفلسطينيين، واصل جيش الاحتلال الإسرائيلي قصفه المكثف على مختلف مناطق قطاع غزة، ما أسفر عن مقتل 34 فلسطينياً منذ فجر الاثنين، بينهم أطفال ونازحون، وإصابة العشرات بجراح متفاوتة.
وأفادت مصادر طبية بمقتل ثلاثة فلسطينيين في قصف استهدف بلدة بني سهيلا شرقي خان يونس، كما قتلت سيدة برصاص جنود الاحتلال في منطقة المواصي غربي المدينة.
وفي منطقة نتساريم بوسط القطاع، قُتل ثلاثة فلسطينيين برصاص الاحتلال، أحدهم متأثراً بجراح سابقة.
كما أدى قصف جوي استهدف منزل عائلة جبر في مخيم البريج إلى مقتل زوجين وابنتهما، وإصابة آخرين.
واستهدفت طائرات مسيّرة خيمة نازحين بجوار مبنى العيادة الخارجية داخل مستشفى شهداء الأقصى، ما أدى إلى سقوط إصابات مباشرة.
أما شمالاً، فقد قتلت غارة بطائرة مسيرة فلسطينياً وأصابت آخرين قرب مفترق أبو إسكندر في حي الشيخ رضوان.
وفي حي الزيتون، قُتل فلسطينيان في قصف جوي، بينما قتلت سيدة حامل وطفلاها في غارة على منزل لعائلة مراد في محيط مخيم الشاطئ.
كما أسفرت غارات أخرى عن مقتل خمسة نازحين في شارع النفق، وأربعة آخرين من عائلة دبابش في الشيخ رضوان، وثلاثة (زوجان وابنهما) بجوار مستشفى الصحابة وسط المدينة.
وفي مخيم الشاطئ، قُتل فلسطيني آخر جراء استهداف خيمة تؤوي نازحين، إلى جانب إصابات في غارة على شقة سكنية قرب دوار القوقا.
إلى جانب استهداف المدنيين؛ يواصل جيش الاحتلال تنفيذ سياسة تدمير عمراني واسع، إذ عمد إلى تفجير منازل ومنشآت في حي الزيتون بواسطة مركبات عسكرية مفخخة زرعها بين المباني، فيما شنّ الطيران الحربي غارات عنيفة على حي الشجاعية، ما يعكس نهجاً واضحاً يقوم على تسوية الأحياء السكنية بالأرض، وحرمان السكان من أي بيئة صالحة للحياة.
ويجرّم القانون الدولي الإنساني بشكل قاطع استهداف المدنيين والمنازل والمستشفيات وخيام النازحين، ويعتبرها جرائم حرب. غير أن الاحتلال يتعمد استهداف الفئات الأشد ضعفاً من أطفال ونساء ونازحين، ما يحوّل النزاع من مجرد عدوان عسكري إلى سياسة إبادة جماعية تستهدف الوجود الفلسطيني ذاته. فالتدمير المتكرر للأحياء السكنية، وتهجير السكان قسراً، واستهداف البنية الصحية والإغاثية، جميعها تمثل عناصر مكتملة لأركان جريمة الإبادة الجماعية.
ومنذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، يشن الاحتلال حرب إبادة على قطاع غزة، بدعم أمريكي مباشر، شملت القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، في تحدٍّ صارخ للنداءات الدولية وأوامر محكمة العدل الدولية بوقفها.
وقد خلفت هذه الحرب حتى الآن 63,557 قتيلاً و160,660 مصاباً، معظمهم من الأطفال والنساء، إضافة إلى أكثر من 9 آلاف مفقود ومئات آلاف النازحين الذين يواجهون مجاعة قاتلة أودت بحياة 348 فلسطينياً بينهم 127 طفلاً.
إن تكرار هذه الجرائم بشكل يومي، وتوسيع رقعة القصف لتشمل المنازل والمستشفيات وخيام النازحين، لا يترك مجالاً للشك في أن ما يجري هو عملية إبادة جماعية منظمة، تهدف إلى محو المجتمع الفلسطيني من جذوره وتدمير مقومات بقائه الأساسية، وسط صمت دولي.