في تصعيد جديد لجرائم الاحتلال الإسرائيلي بحق الفلسطينيين؛ قُتل أربعة شبان برصاص قوات الاحتلال خلال اقتحامات متفرقة لمخيمات اللاجئين في الضفة الغربية، وسط استمرار العدوان على الضفة.
وأعلنت الهيئة العامة للشؤون المدنية الفلسطينية، مساء الجمعة، عن مقتل ثلاثة فلسطينيين برصاص الاحتلال في مخيم نور شمس شرق طولكرم يوم الأربعاء الماضي، وهم: جهاد محمود حسن مشارقة (40 عامًا)، ومحمد غسان أبو عابد من المخيم نفسه، وخالد مصطفى شريف عامر (23 عامًا) من بلدة علار شمال طولكرم.
واحتجزت سلطات الاحتلال جثامينهم، في سياسة مستمرة تنتهك القانون الدولي الإنساني، الذي يحظر احتجاز جثث الضحايا ويدعو إلى تسليمها لذويهم لدفنها بكرامة.
وفي مساء اليوم نفسه، قُتل الشاب عادل أحمد عادل بشكار (19 عامًا) برصاص قوات الاحتلال في مخيم عسكر شرق نابلس، بعدما أصيب برصاص حي في صدره، نُقل إثرها إلى المستشفى في حالة حرجة قبل أن يُعلن عن مقتله.
ومع مقتل هؤلاء الشبان؛ يرتفع عدد قتلى طولكرم خلال العدوان الإسرائيلي المستمر على المدينة ومخيميها (طولكرم ونور شمس) إلى 11 قتيلاً، بينهم امرأتان، إحداهما حامل في شهرها الثامن، وطفل يبلغ من العمر سبع سنوات.
وشنت قوات الاحتلال عدواناً واسعاً على شمال الضفة الغربية منذ 21 كانون الثاني/ يناير الماضي، مستهدفة مدنًا وبلدات فلسطينية عدة، وعلى رأسها جنين وطولكرم ومخيماتهما، بالإضافة إلى بلدة طمون ومخيم الفارعة في محافظة طوباس.
ومنذ 7 أكتوبر 2023 صعدت قوات الاحتلال والمستوطنون من انتهاكاتهم بحق الفلسطينيين في الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، ما أسفر حتى الآن عن مقتل 916 فلسطينيًا، بينهم 183 طفلًا، وإصابة نحو 7 آلاف آخرين. ومنذ بداية عام 2025، بلغ عدد القتلى في الضفة الغربية 81 فلسطينيًا، بينهم 11 طفلًا، وفق معطيات وزارة الصحة الفلسطينية.
إن عمليات الإعدام الميدانية، واحتجاز الجثامين، واقتحام المدن والمخيمات، هي انتهاكات جسيمة للقانون الدولي الإنساني واتفاقيات جنيف، التي تحظر العقوبات الجماعية واستهداف المدنيين بشكل مباشر. كما أن سياسات الاحتلال في الضفة الغربية، بما فيها سياسة التوسع الاستيطاني وهدم المنازل والاعتقالات العشوائية، تشكل جرائم حرب وفقًا لنظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية.
ومع استمرار هذا التصعيد؛ يتوجب على المجتمع الدولي التدخل لمحاسبة الاحتلال الإسرائيلي على جرائمه المتكررة، ووقف الانتهاكات التي تطال المدنيين الفلسطينيين بشكل ممنهج، في ظل صمت دولي يفاقم من معاناة الشعب الفلسطيني.