يواصل الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على مدينة جنين ومخيمها لليوم الحادي عشر على التوالي، في حملة عسكرية شرسة أسفرت عن مقتل 19 فلسطينياً، بينهم طفلة، وإصابة أكثر من 50 آخرين، إلى جانب عمليات هدم وتدمير ممنهجة طالت نحو 100 منزل، فضلاً عن إحراق ممتلكات خاصة داخل المخيم.
ويُعد هذا العدوان امتداداً للسياسة الإسرائيلية القائمة على العقاب الجماعي، والتي تتعارض مع القانون الدولي الإنساني واتفاقيات جنيف التي تحظر استهداف المدنيين وتدمير الممتلكات دون ضرورة عسكرية.
وفي تصعيد جديد؛ دفعت قوات الاحتلال بتعزيزات عسكرية إلى المدينة والمخيم، مدعومة بجرافات عسكرية، تزامناً مع استمرار عمليات الحرق والنسف والتجريف لمنازل الفلسطينيين.
وأسفرت الغارات الجوية عن إصابة ثلاث سيدات في الخمسينات من عمرهن، جراء قصف صاروخي استهدف مبنى داخل المخيم، فيما تم احتجاز جثماني قتيلين أعدمهما جنود الاحتلال ميدانياً، في انتهاك صارخ لكل الأعراف الدولية.
كما منعت قوات الاحتلال دخول الطواقم الصحفية لتغطية ما يجري، وعرقلت عمل فرق الإسعاف، حيث تعمدت آلياتها صدم مركبة إسعاف أثناء محاولة نقل أحد المصابين، وهو ما يرقى إلى جريمة حرب وفق القوانين الدولية التي تكفل الحماية للطواقم الطبية والصحفية في مناطق النزاع.
عدوان متواصل على طولكرم
وبالتوازي مع التصعيد في جنين؛ تواصل قوات الاحتلال عدوانها على مدينة ومخيم طولكرم لليوم الخامس على التوالي، حيث فرضت حصاراً مشدداً، ونشرت جنودها وقناصتها في الشوارع والأحياء السكنية، في مشهد يعكس سياسة العقاب الجماعي التي ينتهجها الاحتلال بحق الفلسطينيين.
وقد أجبرت قوات الاحتلال عشرات العائلات على إخلاء منازلها قسراً، في انتهاك صارخ للمادة 49 من اتفاقية جنيف الرابعة، التي تحظر التهجير القسري للسكان تحت أي ظرف.
وأفادت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني بأنها أجلت حتى الآن 150 مدنياً، بينهم مرضى، بعد تلقيهم أوامر بالإخلاء تحت التهديد.
وفي تصعيد آخر؛ استولت قوات الاحتلال على عدد من المباني السكنية والتجارية وحولتها إلى ثكنات عسكرية، كما اقتحمت عدداً من المنازل في أحياء مختلفة واعتقلت خمسة شبان بعد التنكيل بعائلاتهم وإجبارهم على مغادرة منازلهم وسط إطلاق كثيف للنيران.
كما فرضت قوات الاحتلال حصاراً مشدداً على مستشفيي الشهيد ثابت ثابت الحكومي والإسراء التخصصي، واستولت على المباني العالية المحيطة بهما، مما عرقل عمل الطواقم الطبية ومنع وصول المرضى والمصابين إلى المستشفيات، وهو انتهاك جسيم لحق الفلسطينيين في الرعاية الصحية، الذي تكفله المواثيق الدولية.
ويشكل العدوان المستمر على جنين وطولكرم امتداداً لسلسلة طويلة من الجرائم والانتهاكات التي ترتكبها قوات الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني، وسط صمت دولي يفاقم معاناة المدنيين، رغم ما يمثله العدوان من خرق واضح للقانون الدولي.