يدخل عدوان الاحتلال الإسرائيلي على مدينتي جنين وطولكرم ومخيميهما يومه الـ76 والـ70 على التوالي، وسط تصعيد ممنهج من عمليات القتل والتدمير والتهجير القسري، في انتهاك صارخ للقانون الدولي الإنساني واتفاقيات جنيف.
ففي جنين؛ استهدف الاحتلال صباح اليوم مجموعة من العمال الفلسطينيين قرب جدار الفصل العنصري في قرية رمانة شمال غرب المدينة، ما أدى إلى إصابة شاب بالرصاص الحي.
وألقى جنود الاحتلال قنبلة يدوية في حي الهدف، وداهموا عددًا من المباني، فيما يستمر الدفع بتعزيزات عسكرية وتحويل المنازل إلى ثكنات عسكرية، في ظل عمليات هدم وتجريف واسعة النطاق تهدف إلى تغيير معالم المخيم بالكامل.
ويتفاقم الوضع الإنساني لنحو 21 ألف نازح قسريًا من سكان المخيم، الذين فقدوا منازلهم وممتلكاتهم ومصادر دخلهم، حيث تشير التقديرات إلى تدمير 600 منزل بالكامل، و3000 وحدة سكنية باتت غير صالحة للسكن، في ظل انعدام أي تدخل دولي جاد لحماية السكان المدنيين.
وفي السياق ذاته؛ يستمر الاحتلال في عدوانه على مدينة طولكرم ومخيميها على مدار 70 يوماً، حيث اقتحمت قوات الاحتلال مخيمي طولكرم ونور شمس بآليات عسكرية ومدرعات، وفرضت حصارًا مشددًا عليهما، مع استمرار التمركز في منازل المواطنين وتحويلها إلى مواقع عسكرية.
ونشرت قوات الاحتلال فرق المشاة في شوارع المدينة، وفرضت نقاط تفتيش تعسفية أدت إلى تعطيل حركة المواطنين. فيما لا تزال مئات العائلات مشردة نتيجة التهجير القسري، حيث نزح أكثر من أربعة آلاف عائلة من المخيمين، إضافة إلى مئات العائلات من الحي الشمالي بعد الاستيلاء على منازلهم وتحويلها لثكنات عسكرية.
وشمل العدوان الإسرائيلي على طولكرم تدميرًا واسعًا للبنية التحتية والممتلكات العامة والخاصة، حيث تعرضت 396 منزلًا للهدم الكلي و2573 منزلًا لأضرار جزئية، إضافة إلى إغلاق الطرق بالسواتر الترابية وعزل المخيمين عن المدينة.
كما أدى العدوان إلى تعطيل التعليم لمدة 70 يومًا، ورغم استئناف الدراسة في المدينة، لا تزال خمس مدارس مغلقة بالكامل نتيجة الأضرار التي لحقت بها، مما يحرم آلاف الطلبة من حقهم الأساسي في التعليم.
ولم يكتف الاحتلال الإسرائيلي بقتل المدنيين وتدمير المنازل، بل تعمد تحويل المناطق السكنية إلى مواقع عسكرية، وهو ما يعد جريمة حرب بموجب نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية.
ويشكل هذا العدوان الهمجي انتهاكا صارخا لاتفاقية جنيف الرابعة، التي تحظر العقاب الجماعي، والتهجير القسري، واستهداف المدنيين والبنية التحتية.
إضافة إلى ذلك؛ يرتقي عدوان الاحتلال على جنين وطولكرم إلى جرائم تطهير عرقي، إذ يُرغَم الفلسطينيون على مغادرة منازلهم بالقوة والتهديد، ما يخلق كارثة إنسانية متصاعدة.
وفي ظل الصمت الدولي؛ يواصل الاحتلال سياسة فرض الأمر الواقع على الأرض، عبر تدمير المدن والمخيمات وتحويلها إلى مناطق عسكرية، وسط تدهور الأوضاع الإنسانية وغياب الملاجئ الآمنة.
ويستدعي هذا العدوان تحركا دوليا عاجلا لمحاسبة الاحتلال على جرائمه، ووقف التهجير القسري الذي يهدد بمحو الوجود الفلسطيني في مدن الضفة الغربية المحتلة.