واصل الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على قطاع غزة، والذي أسفر اليوم السبت عن مقتل فلسطينيين وإصابة آخرين، جراء قصف شنته طائرة إسرائيلية مسيّرة على مجموعة من المواطنين شرق رفح جنوب القطاع.
ووفق مصادر طبية؛ فإن القتيلين هما محمود حسين الهسي ومهدي عبد الله جرغون، اللذان استهدفتهما الطائرة في منطقة أبو حلاوة، ليتم نقلهما إلى المستشفى الأوروبي في خان يونس.
وشهدت مدينة رفح تصعيداً عسكرياً منذ مساء الجمعة، حيث أطلقت الدبابات الإسرائيلية قذائفها بشكل مكثف على منازل المواطنين في أحياء الجنينة، والشوكة، وتل السلطان، فيما فتحت آليات الاحتلال المتمركزة بمحور “فيلادلفيا” نيرانها تجاه الأحياء السكنية جنوب ووسط المدينة.
ويأتي هذا القصف في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، رغم دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في 19 يناير/كانون الثاني الماضي.
ووفق الاتفاق الذي تم بوساطة مصرية وقطرية؛ كان من المفترض أن يتم الانتقال إلى مرحلة ثانية تشمل إنهاء الحرب، إلا أن الاحتلال الإسرائيلي تنصل من التزاماتها، وعمد إلى تمديد المرحلة الأولى بهدف الإفراج عن أكبر عدد من أسراه، دون تقديم أي التزامات مقابلة.
ولم تقتصر الانتهاكات على التصعيد العسكري، بل شملت أيضاً فرض حصار خانق على القطاع، حيث أغلق الاحتلال جميع المعابر المؤدية إلى غزة، ومنع دخول المساعدات الإنسانية، في خطوة اعتبرتها المنظمات الحقوقية استخداماً للتجويع كأداة حرب، وهو ما يشكل جريمة ضد الإنسانية بموجب القانون الدولي.
وبحسب وزارة الصحة في غزة؛ فقد ارتفع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي المستمر منذ 7 أكتوبر 2023 إلى 48,446 قتيلاً فلسطينياً، وأكثر من 160 ألف مصاب، غالبيتهم من الأطفال والنساء، بالإضافة إلى 14 ألف مفقود يُعتقد أنهم ما زالوا تحت الأنقاض.
وفي ظل هذا التصعيد؛ يتوجب على المجتمع الدولي اتخاذ إجراءات فاعلة تلزم الاحتلال الإسرائيلي بوقف جرائمه ضد الفلسطينيين، وفتح ممرات إنسانية دائمة إلى غزة، مع التأكيد على ضرورة محاسبة مسؤولي الاحتلال على جرائم الحرب التي ارتُكبت بحق المدنيين.