يُعد الترحيل القسري لسكان قطاع غزة إبادة جماعية، وفق المقرر الأممي المعني بالحق في السكن اللائق، بالاكريشنان راجاغوبال، الذي أكد أن الدول التي تنوي استقبال مهجَّرين من القطاع سترتكب جريمة دعم هذه الإبادة.
وأوضح راجاغوبال في منشور عبر منصة “إكس”، أنه “بحسب الصحافة الإسرائيلية؛ فإن مسؤولين إسرائيليين يجرون مفاوضات سرية مع الكونغو وبعض الدول بشأن احتمال إرسال سكان غزة إليها”.
وأضاف أن مسؤولا إسرائيليا رفض الكشف عن اسمه، قال إن “الكونغو ترغب في استقبال المهاجرين ونحن نجري محادثات مع آخرين”.
وتصاعدت دعوات لدى الاحتلال الإسرائيلي في الأسابيع الأخيرة، لترحيل الفلسطينيين من قطاع غزة، فيما أعلن وزيرا الأمن القومي والمالية في حكومة نتنياهو، إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش، الاثنين، دعمهما لما أسمياه “التهجير الطوعي للفلسطينيين” من قطاع غزة.
وفي السياق ذاته؛ قالت الأمم المتحدة، إن عدد النازحين الذين وصلوا إلى مدينة رفح جنوب قطاع غزة بلغ حوالي المليون، منذ بدء عدوان الاحتلال في السابع من تشرين الأول الماضي.
وأضافت الأمم المتحدة في تقريرها الإنساني اليومي، أن محافظة رفح أصبحت الآن الملجأ الرئيس للنازحين، حيث يعيش أكثر من مليون شخص في منطقة مكتظة للغاية، في أعقاب تكثيف الأعمال العدائية في خان يونس ودير البلح، وأوامر الإخلاء التي أصدرها جيش الاحتلال الإسرائيلي.
وتدفع قوات الاحتلال الفلسطينيين إلى النزوح باتجاه رفح المتاخمة للحدود المصرية، في خطوة أولية لتنفيذ مخطط إسرائيلي كُشف عنه مؤخرا، يهدف إلى تهجير سكان غزة إلى سيناء.
وبحلول نهاية عام 2023، ووفقاً للأونروا؛ يقدر عدد النازحين في غزة بنحو 1.9 مليون شخص، أو ما يقرب من 85% من إجمالي سكان القطاع، بما في ذلك بعض الذين نزحوا عدة مرات، حيث تضطر العائلات إلى الانتقال بشكل متكرر في القطاع بحثا عن السلامة.
ويعيش ما يقرب من 1.4 مليون نازح في 155 منشأة تابعة للأونروا في جميع المحافظات الخمس.
من جهة أخرى؛ أعادت مفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان التأكيد على عدم وجود مساحة آمنة في غزة.
وقالت في بيان: “لا يمكننا الحديث عن السلامة في أي مكان، فالناس ينامون في الشوارع في العراء، وبعضهم لم يتمكن حتى من اتباع أوامر الإخلاء”.
ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي؛ يشن جيش الاحتلال الإسرائيلي حربا مدمرة على غزة، خلّفت عشرات الآلاف من القتلى والجرحى، معظمهم أطفال ونساء، ودمارا هائلا في البنية التحتية، وكارثة إنسانية غير مسبوقة، جراء القصف المتواصل ومنع إمدادات الغذاء والماء والأدوية والكهرباء.
ويشكل العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة انتهاكاً صارخاً للقانون الإنساني الدولي وحقوق الإنسان، حيث يعرّض حياة المدنيين وممتلكاتهم للخطر الشديد، ويسبب لهم معاناة جسيمة، مما يستوجب التدخل العاجل والحازم من المجتمع الدولي لإيقاف العدوان وحماية المدنيين في القطاع.