السعودية ومصر والإمارات شركاء المجلس العسكري في مجزرة الإثنين
يتوجب تشكيل لجنة تحقيق دولية في جرائم القتل المرتكبة
على الدول التي نددت بالمجزرة العمل على إحالة هذه الجرائم إلى المحكمة الجنائية
قطع خدمات الإنترنت وخطاب البرهان مؤشر خطير على عزم المجلس العسكري للمضي قدما في النهج الدموي
لم يحترم قادة المجلس العسكري في السودان حرمة شهر رمضان ولا قرب عيد الفطر الذي يحل بعد يوم أو يومين وفق دول أخرى، فارتكب مجزرة الاثنين 03 يونيو/حزيران، وهو اليوم الدامي الذي عكر فرحة السودانيين للإحتفال بعيدهم بأصوات الرصاص ومشاهد الدم والضرب والسحل.
ما سبق يوم الاثنين الدامي من مفاوضات وتسويف واعتداءات على المعتصمين في مناطق مختلفة أوقعت قتلى وجرحى وزيارات لقادة المجلس العسكري إلى ثالوث الشر المعادي لإرادة الشعوب مصر والامارات والسعودية و ما تبعه من سحب تراخيص شبكات إعلامية ومنع بث أحداث الإعتصام أمام مقر القيادة العامه وتصريحات قادة المجلس العسكري المعادية للمعتصمين أكد النية المبيتة للمجلس العسكري للإستيلاء على السلطة منذ إطاحة المجلس العسكري برأس النظام السابق.
وما أعقب المجزرة من تصريحات للناطق الرسمي باسم المجلس العسكري الكباشي والتي حملت سيل من الأكاذيب فضحتها الصور ومشاهد ضرب و قتل لمدنيين عزل لا يحملون أي سلاح، فعن أي بؤر مسلحة يتحدث الناطق الرسمي؟ إنه يستنسخ تجربة شيطنة المعتصمين من دوله مجاوره علها تفلح في تبرير ما اقترفته أيدي المجلس العسكري.
يوم الإثنين الأسود كشف عن دموية رئيس المجلس العسكري عبد الفتاح البرهان ونائبه محمد حمدان دقلو الشهير بـ “حميدتي” وتعطشهم للسلطة، وأكد أن ما أذاعوه في بيانهم الأول في 11 أبريل/نيسان 2019 عن سبب اقتلاع رأس النظام هو الحفاظ على سلامة الثوار ومكتسبات الثورة محض كذب وخداع.
زيارات البرهان وحميدتي إلى مصر والإمارات والسعودية كانت حاسمة حيث ظهر من تصريحاتهم عقب تلك الزيارات أنهم ينوون شرا بالمعتصمين وأن إرادتهم عقدت للسيطرة على مقاليد الحكم بعد أن ظهر تقديم هذه الدول الدعم المالي والغطاء السياسي للمجلس العسكري لدى الولايات المتحدة وبعض الدول الغربية.
صناع القرار في الولايات المتحدة الأمريكية وكثير من الدول الغربية يعلمون سبب زيارة البرهان وحميدتي ومخرجاتها بناء على سجل هذه الدول الدموي وتخصصهم في قمع إرادة الشعوب، ولم يحركوا ساكناً ولم يوجهوا إنذارات علنية أو سرية لهذه الدول بعدم تشجيع المجلس العسكري على استخدام القوة وصمتوا صمت القبور وتركوا القتله ليفعلوا ما فعلوا رغم أن نذر شرهم بانت كما حدث تماما في إرهاصات فض اعتصام ميدان رابعة والنهضة بتاريخ 14/08/2013.
فبعد أن وقعت الواقعة بدأت البيانات تصدر من الولايات المتحدة الأمريكية وبعض الدول الغربية منددة ومستنكرة ومتظاهرة بالتضامن مع الضحايا وكأنهم لا يعلمون ما كان يبيت البرهان وحميدتي بعد زيارتهم للدول المذكورة.
البرهان لم يأبه لكل البيانات المنددة لأنها حسب فهمه جعجعة بلا طحن فخرج أمس ببيان متناقض أعلن فيه إغلاق باب الحوار وإلغاء كافة الإتفاقات والإعلان عن موعد الانتخابات خلال 9 شهور وبكل تبجح تحت إشراف دولي، وكلف النائب العام بفتح تحقيق بأحداث يوم الإثنين وترحم على الضحايا ووجه التحية إلى من قتلهم وجرحهم وضربهم من قوات الدعم السريع وقوات الأمن!!
ولوأد الثورة تماما قام المجلس العسكري بقطع خدمات الإنترنت وهو مؤشر خطير على عزمه الكامل للسير قدما في عملية القمع والقتل حتى يصل إلى أجواء تخلو فيها الساحة من أي معارضة حقيقيه كما حدث في مصر وصولا إلى صندوق يفرز البرهان أو حميدتي رئيسا بالقتل وبالنصب والإحتيال .
إن ما حدث يوم الإثنين يجب أن يعزز وعي السودانيين بأنه لا خير يرتجى من المجلس العسكري وأن ثالوث الشر إن نجح في أماكن لن ينجح في السودان وهذا يتطلب وسائل خلاقة لاجتثاث ومحاسبة كل من خطط واشترك في قتل المعتصمين وعلى رأسهم البرهان وحميدتي.
إن من واجب الدول التي نددت في عمليات القتل يوم الإثنين إن كانت صادقة أن تعمل على تشكيل لجنة تحقيق في كل أحداث القتل بموجب الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة وإلى جانب ذلك استصدار قرار من مجلس الأمن بإحالة ملف الجرائم المرتكبة منذ اندلاع الثورة السودانية في 19 ديسمبر/كانون الأول 2018 إلى المحكمة الجنائية الدولية.
إن عدم اتخاذ إجراءات عملية وحاسمة في مواجهة المجلس العسكري والاكتفاء ببيانات التنديد سيشجع المجلس العسكري على التمادي والمضي قدما في حملته القمعية الدموية ليبسط سيطرته على مقاليد الحكم في السودان.
إن ترك أنظمة مصر والسعودية والإمارات طليقة اليد في المنطقة تعيث فساداً في مقدرات الشعوب وتعمل على وأد أي محاولة للإصلاح السياسي والإقتصادي والإجتماعي في دول فتك فيها الفساد والفقر والاستبداد وتكميم الأفواه سيعمل على زعزعة استقرار المنطقة وانفجار الحروب الأهلية مما يهدد السلم والأمن الدوليين.