تواصل السلطات المصرية اعتقال آلاف الأشخاص بدوافع سياسية، حيث أدين العديد منهم، وصدرت أحكام عليهم في محاكمات جائرة، أو احتجزوا دون محاكمة طيلة سنوات بتهم تتعلق بالإرهاب لا أساس لها من الصحة، في ظروف احتجاز سيئة للغاية.
ومن هؤلاء الرياضي المصري الشاب أيمن موسى (28 عاماً)، المحكوم عليه بالسجن 15 عاماً، والذي دخل عامه العاشر خلف القضبان.
وكانت السلطات المصرية قد اعتقلت في أكتوبر/تشرين الأول 2013، عشرات الشبان عشوائياً من محيط منطقة رمسيس، وسط العاصمة القاهرة، لتفريق تظاهرات اندلعت عقب الإطاحة بالحكم المدني برئاسة الراحل محمد مرسي، بعد مذبحتي رابعة العدوية والنهضة ي أغسطس/آب 2013.
وكان اللاعب أيمن موسى ضمن عشرات الشباب الذين اعتقلوا، ليتم ضمه إلى القضية رقم 10325 لعام 2013 جنايات الأزبكية (أحداث الأزبكية – رمسيس) مع 67 شخصاً آخرين، وحوكموا جماعياً بالسجن 15 عاماً، بعد رفض نقض الحكم بالجملة لجميع المتهمين في القضية.
وحكم على موسى بالسجن المشدد 15 عاماً، وخمس سنوات مراقبة، وغرامة قدرها 20 ألف جنيه (نحو ألف و390 دولاراً) بعدما أسندت إليه النيابة في القضية ارتكابه جرائم القتل العمد، والشروع في القتل العمد، والتجمهر، بغرض تعطيل تنفيذ القوانين واللوائح، ومحاولة اقتحام ميدان التحرير، والتعدي على المواطنين، والتأثير على سلطات الدولة، والاعتداء على الأشخاص، وإتلاف الممتلكات العامة، ومقاومة السلطات، وجميعها اتهامات ينفيها موسى وبقية المتهمين.
وكان موسى يدرس الهندسة بالجامعة البريطانية، ويلعب بمشاركة منتخب مصر للغطس، ولديه شغف برياضة الباركور. وبعد أن فصلته الجامعة بسبب اشتراطها حضوره طوال العام، ما دفعه إلى دراسة العلوم السياسية في الجامعة نفسها، حيث تخرج منها أثناء اعتقاله في نوفمبر/تشرين الثاني 2020.
وسبق أن سُربت رسالة من موسى إثر وفاة والده، ومنع السلطات له من حضور جنازته؛ قال فيها: “أنا متعب من خسارة هدية في كل عيد ميلاد هذا العام، وبدلاً من أن أرتدي قبعة التخرّج والعباءة مع أصدقائي حاصلاً على شهادة تخرّجي؛ ارتديت بدلة سجين وأصفاد يد، منتظراً نقلي إلى سجن آخر”.
وأضاف: “تغيّبت عن جنازة أبي.. أفتقد أبي.. أنا مُتعَب.. أنا مُتعَب من انتظارِ لا شيء إلا الخسائر.. أنا مُتعَب من عيش حياة غير طبيعية.. أريد أن أعود إلى بيتي قبل أن أخسر شيئاً آخر.. قبل أن أخسر شخصاً آخر”.