قدّرت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، أن نحو 5.3 ملايين شخص صاروا رّبما مشرّدين بلا مأوى في سوريا، بسبب الزلزال الذي وقع فجر الإثنين في السادس من فبراير/شباط الجاري.
وكان زلزال بقوّة 7.7 درجات على مقياس ريختر قد ضرب مناطق الجنوب التركي والشمال السوري فجر الإثنين في السادس من فبراير/شباط الجاري، وخلّف خسائر هائلة في الأرواح وأضراراً مادية كبرى.
وقالت ممثلة المفوضية في سوريا سيفانكا دهانابالا، إن المتضررين يحتاجون الملجأ والإغاثة من قبيل الخيام والأغطية البلاستيكية والبطانيات الحرارية والسجّادات الخاصة بالنوم والملابس الشتوية للمتضرّرين الذين يحتاجونها.
وأوضحت أنه قبل الزلزال المدمّر الذي ضرب الشمال السوري والجنوب التركي، كان ثمّة 6.8 ملايين نازح تقريباً في سوريا، نتيجة الحرب في البلاد منذ عام 2011، علماً أنّ ثمّة من نزح من دياره مرّات عدّة.
وفي السياق ذاته؛ صرّح مسؤول في منظمة الصحة العالمية، بأنّ الزلزال المدمّر أعاد إلى الواجهة “الأزمة المنسية” في سوريا.
وقال المدير التنفيذي لبرنامج المنظمة للطوارئ الصحية مايك راين، إن “العالم نسي سوريا (…) بصراحة، أعاد الزلزال تسليط الضوء” على سوريا، مضيفاً: “لكنّ الملايين في سوريا يعانون منذ سنوات في ظلّ ما تحوّل إلى أزمة منسية”.
وحذّر راين من أن سوريا تواجه الآن “كارثة أخرى” تتمثّل في فقدان الأرواح بسبب نقص المعدّات الطبية اللازمة. وشدّد على أنّه “يتوجّب علينا أن ندرك أنّ حجم هذه الكارثة كبير جداً وأنها تفوق قدرة الجميع”.
وتابع أنه “في حال لم تتوفّر المعدّات، لا يمكنهم (عمّال الإغاثة وغيرهم) القيام بعملهم. والأمر أشبه بمطالبة رجل إطفاء بمواجهة حريق من دون خرطوم”.
ومنذ يوم الإثنين الماضي، تنهمك فرق الإغاثة بالبحث عن ناجين تحت الأنقاض في ظلّ نقص في الإمكانات، فيما تتضاءل تدريجياً احتمالات العثور على أحياء.
وتنقل الأمم المتحدة، في العادة، المساعدات الإنسانية المخصّصة لشمال غرب سوريا من خلال معبر باب الهوى الحدودي مع تركيا، أو من داخل سوريا؛ من مناطق سيطرة حكومة النظام السوري. لكنّ أيّ مساعدات لم تُرسَل من داخل سوريا إلى شمال غرب البلاد منذ نحو ثلاثة أسابيع. ويثير تأخّر وصول المساعدات إلى هذه المنطقة غضب منظمات محلية وسكان ومسعفين.
وقد دخلت قافلة مساعدات أولى تابعة للأمم المتحدة، أمس الأول الخميس، إلى شمال غرب البلاد، وهي مؤلفة من ستّ شاحنات فقط، تلتها قافلة ثانية اليوم الجمعة مؤلفة من 14 شاحنة. وضمّت القافلتان معدّات إنسانية وخيماً وبطانيات (أغطية)، إلا أنّها خلت من أيّ مواد غذائية وأخرى ضرورية لعمليات البحث والإنقاذ.
ويعيش في المناطق الخارجة عن سيطرة النظام السوري، في إدلب وريف حلب الشمالي المجاور، أكثر من أربعة ملايين شخص، عدد كبير منهم من النازحين. وقد انتقد الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء) في تلك المناطق المساعدات الضئيلة التي ترسلها الأمم المتحدة والتي لا تشمل معدّات لفرق البحث والإنقاذ.