تتواصل حالات انتهاكات حقوق الإنسان في السعودية، حيث يمارس النظام القمع والاعتقالات التعسفية بحق المعارضين والنشطاء السياسيين والدعاة الحقوقيين.
آخر هذه الانتهاكات هو إقدام السلطات السعودية على اعتقال الداعية الدكتور بدر نادر المشاري، دون معرفة الأسباب.
وعُرف المشاري بمحاضراته ومواعظه الدينية، وعدم خوضه في المواضيع السياسية.
وتعكس حالة الاعتقال التعسفي للمشاري الأوضاع القمعية التي يشهدها النظام السعودي، ما يشير إلى ضرورة إصلاح النظام وتحقيق العدالة واحترام حقوق الإنسان، وتعزيز سيادة القانون والمساءلة، وتمكين المواطنين من ممارسة حقوقهم الأساسية دون خوف من الاعتقال التعسفي أو الانتقام.
وتستدعي الانتهاكات المتوالية في السعودية؛ أن تنشط المنظمات الحقوقية والمجتمع الدولي في دعوة النظام السعودي إلى الالتزام بالمعايير الدولية لحقوق الإنسان، والكشف عن أسباب اعتقال المشاري، وتوفير محاكمة عادلة وشفافة له، والإفراج الفوري عنه إذا لم تكن هناك أدلة قانونية مقنعة تبرر احتجازه.
يُشار إلى أنه منذ استلام الأمير محمد بن سلمان ولاية العهد بالسعودية في 29 أبريل 2015، ويتعرض دعاة بارزين وناشطين في البلاد، للتوقيف والاعتقال بتهم “الإرهاب والتآمر على الدولة”، ورغم مطالبات متعددة لمنظمات حقوقية دولية وغير حكومية وشخصيات عامة ونشطاء، بإطلاق سراحهم؛ إلا أن السلطات السعودية تجاهلت كل هذه المطالبات، وأحالتهم لمحاكمات هزيلة، وصدرت في كثير منهم أحكام قاسية، وصل بعضها إلى الإعدام.
وتفرض السلطات السعودية تعتيما على أوضاع كثير من المعتقلين، في حين تتسرب أنباء عن تدهور صحة العديد منهم، أو تعرضهم للتعذيب وسوء المعاملة، ما يستلزم تدخل المنظمات الحقوقية والمجتمع الدولي للضغط على النظام السعودي لوقف هذه الانتهاكات، ومحاسبة المسؤولين عنها، والإفراج الفوري عن المعتقلين السياسيين، وضمان حقوقهم الإنسانية الأساسية، وتوفير العدالة والحقيقة للضحايا وعوائلهم.