يواصل النظام المصري منذ استلام الرئيس عبدالفتاح السيسي زمام السلطة في البلاد؛ حملات الاعتقال والتنكيل بحق منتقديه، مسلطاً عليهم سيف القضاء، وسياسات التدوير والإخفاء القسري والحبس التعسفي.
وفي هذا السياق؛ قرّرت نيابة أمن الدولة المصرية تجديد حبس الناشط السياسي شريف الروبي، والفنان التشكيلي أمير عبد الغني، والمصوّر الصحافي محمد فوزي مسعد، وذلك لمدّة 15 يوماً على ذمّة التحقيقات الجارية معهم.
ويواجه المعتقلون الثلاثة اتهامات مزعومة بـ”الانضمام إلى جماعة إرهابية مع العلم بأغراضها، وإساءة استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، ونشر وإذاعة أخبار كاذبة”، وهي اتهامات وُجهت لهم في السابق، حيث درج النظام المصري على توجيهها لمنتقديه، ليتسنى له اعتقالهم ومحاكمتهم.
واعتقل شريف الروبي في 16 سبتمبر/أيلول الجاري من أمام أحد فنادق وسط القاهرة. وبعد إخفائه لمدّة يوم؛ ظهر في نيابة أمن الدولة، وحُقّق معه على ذمّة القضية رقم 1634 لسنة 2022، وذلك بعد ثلاثة أشهر فقط من الإفراج عنه عقب حبس احتياطي دام عاماً ونصف عام.
أمّا أمير عبد الغني فقد اعتُقل بعد اقتحام قوة أمنية منزله في 10 سبتمبر/أيلول الجاري، وأُخفي قسرياً لمدّة تسعة أيام بعد اقتياده إلى مكان غير معلوم (يرجّح أنّه تابع لجهاز الأمن الوطني) ولم تتمكّن أسرته من التواصل معه أو معرفة مكانه.
أما محمد فوزي مسعد؛ فيخضع للحبس الاحتياطي منذ اقتحام منزله في 15 مايو/ أيار الماضي من قبل قوة أمنية على خلفية منشور كتبه على صفحته الشخصية على موقع “فيسبوك” انتقد فيه عدم العفو عن المتهمين الآخرين في قضية الناشط الناصري حسام مؤنس أسوة به.
وتعتقل السلطات المصرية آلاف الأشخاص، في اعتقالات نابعة من دوافع سياسية، حيث أدين العديد منهم، وصدرت أحكام عليهم في محاكمات جائرة، أو احتجزوا دون محاكمة طيلة سنوات بتهم تتعلق بالإرهاب لا أساس لها من الصحة، في ظروف احتجاز سيئة للغاية.