استمراراً لسياستها في قمع منتقدي النظام المصري؛ أقدمت السلطات المصرية على اعتقال الباحثة الأكاديمية والمؤرخة عليا مسلم من مطار القاهرة الدولي، الأحد، أثناء عودتها بمعية زوجها وأطفالها الثلاثة من العاصمة الألمانية برلين.
وبعد اعتقالها؛ قامت أجهزة الأمن المصرية بترحيل “عليا” إلى نيابة أمن الدولة.
ولاحقاً؛ أكدت فاطمة مسلم، عمة الباحثة المصرية عليا، إخلاء سبيل ابنة أخيها من نيابة أمن الدولة العليا فجر اليوم الإثنين.
وبينت عمة “عليا” أن النيابة أخلت سبيل الباحثة بعد التحقيق معها بكفالة قدرها 10 آلاف جنيه مصري، وأن “عليا” وصلت لبيتها بالفعل.
و”عليا” أكاديمية وباحثة في تاريخ الحركات الاجتماعية والسياسية المصرية من خلال الذاكرة الشعبية، وزوجها الباحث العمراني يحيى شوكت، المسؤول عن ملف الحق في السكن في “المبادرة المصرية للحقوق الشخصية”، والتي يصنفها النظام المصري ضمن تيار المعارضة في ملف المجتمع المدني، وله العديد من المقالات المنشورة التي تنتقد سياسات السيسي إزاء تطوير ما يسمى بـ”العشوائيات”، وتأسيس الحكومة خمسة أجهزة معنية بالإسكان والتنمية العمرانية، بخلاف المليارات من الإنفاق العام الموجهة لبرامج هذه الأجهزة.
وبات اعتقال منتقدي سياسات النظام المصري في المطار عادة تمارسها السلطات المصرية، حيث سبق وأن اعتقلت عدداً من الصحفيين والباحثين العائدين من خارج البلاد، فقد ألقت الأجهزة الأمنية القبض على الباحث المصري أحمد سمير سنطاوي أثناء عودته من فيينا في 15 ديسمبر/كانون الأول 2020، وما زال معتقلاً حتى اللحظة، واعتقلت أيضاً الصحفي جمال الجمل في 21 فبراير/شباط الماضي أثناء عودته من تركيا، واعتقلت الصحفي هشام عبدالعزيز في 20 يونيو/حزيران 2019، وغيرهم.
ومنذ تسلم الرئيس عبدالفتاح السيسي زمام السلطة في البلاد؛ تشن السلطات المصرية حملة قمع غير مسبوقة ضد المعارضين والمنتقدين، إذ ألقت القبض على الآلاف في اعتقالات نابعة من دوافع سياسية، أدين العديد منهم وصدرت أحكام عليهم في محاكمات جائرة، أو احتجزوا دون محاكمة طيلة سنوات بتهم تتعلق بالإرهاب لا أساس لها من الصحة، في ظروف احتجاز سيئة للغاية.
وكانت المنظمة العربية لحقوق الإنسان في بريطانيا قد طالبت مراراً، صناع القرار في العالم، بالعمل على إيجاد حل يحمي المحامين والحقوقيين والصحفيين والنشطاء والمعارضين المصريين من قمع السلطات المصرية، مؤكدة أن النظام المصري يتعامل معهم كرهائن للضغط على ذويهم لإرغامهم على التوقف عن انتقاد النظام.
وشددت المنظمة على ضرورة الضغط على النظام المصري لوقف الاعتقالات المستمرة، والعمل على إطلاق سراح كافة المعتقلين، وإجلاء مصير المختفين قسرياً.