في تطور مقلق فيما يتعلق باحترام حقوق اللاجئين وحرية التعبير؛ اعتقلت السلطات المصرية الناشط الإعلامي السوري ليث فارس الزعبي، المنحدر من درعا جنوب سوريا، عقب مداهمة شقته السكنية في منطقة الغردقة.
ووفق مصادر مقربة من الزعبي؛ فقد أقدمت السلطات المصرية على منعه من التواصل مع عائلته منذ توقيفه، فيما أوضحت شقيقته أن المحامي المكلف بمتابعة قضيته أبلغهم عن قلقه من احتمال إلصاق تهم كيدية بالزعبي، مشيراً إلى وجود نوايا مبيّتة لتبرير احتجازه.
يأتي هذا الاعتقال بعد مقابلة مصوّرة أجراها الزعبي مع القنصل السوري في القاهرة بشار الأسعد، طالبه خلالها بإنزال علم نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد ورفع علم سوريا الجديد فوق السفارة، ما أثار جدلاً واسعاً حول خلفية اعتقاله ودوافعه السياسية.
وكانت السلطات المصرية قد أعلنت مؤخرا عن قيود جديدة تجاه السوريين، شملت منع ركوبهم في الرحلات الجوية المتجهة إلى مصر إلا لحاملي الإقامات المؤقتة، وهو الإجراء الثاني من نوعه خلال شهر. كما تم تقييد دخول السوريين الحاملين لتأشيرات أوروبية وأمريكية وكندية، في خطوة وصفتها منظمات حقوقية بأنها تتعارض مع التزامات مصر الدولية تجاه حماية اللاجئين.
ويثير هذا التشديد مخاوف جدية من استهداف اللاجئين السوريين على خلفية مواقفهم السياسية، في انتهاك لحقوق اللجوء وحرية التنقل المكفولة في اتفاقية جنيف لعام 1951، التي تنص على عدم إعادة أو معاقبة أي لاجئ بسبب ممارسته حق التعبير السلمي.
ويمثل اعتقال الناشط ليث الزعبي والقيود المتزايدة على دخول اللاجئين السوريين انتهاكاً صارخاً للمعايير الدولية لحقوق الإنسان، التي تحمي حق اللجوء وحرية الرأي والتعبير، ما يستدعي تدخل المجتمع الدولي للضغط على السلطات المصرية لضمان احترام هذه الحقوق الأساسية والإفراج الفوري عن الزعبي، بما ينسجم مع الالتزامات القانونية والإنسانية التي تعهدت بها مصر.