اتهمت بعثة الأمم المتحدة في السودان، الأطراف المتصارعة بارتكاب انتهاكات “جسيمة” ضد الأطفال، علاوة على عمليات قتل وهجمات ضد المدنيين والمستشفيات.
وأعلنت في بيان أن مسؤولي حقوق الإنسان “وثقوا عشرات الحوادث، بما في ذلك القتل والاعتقالات وحالات الاختفاء المحتملة والهجمات على المستشفيات والعنف الجنسي وغيرها من الانتهاكات الجسيمة ضد الأطفال، التي ارتكبتها أطراف النزاع”.
وقالت إنه يتم حاليا التواصل مع طرفيّ النزاع من أجل “اتخاذ إجراءات ضد الجناة، ولحماية المدنيين وممتلكاتهم”.
من جهتها؛ وصفت البعثة الوضع في العاصمة الخرطوم وأمدرمان وبحري بأنه “مقلق للغاية”، في ظل استمرار الاشتباكات بين الجيش السوداني وقوات “الدعم السريع”.
وأشارت إلى أن الوضع أيضا مستمر في التدهور في كل من “غرب دارفور، وغارسيلا (وسط دارفور) وكتم (شمال دارفور)”، مما أثر على المدنيين، بمن فيهم النساء والأطفال، الذين حوصر العديد منهم بين الطرفين المتصارعين.
وتعتبر حقوق الأطفال من أهم القضايا الإنسانية والقانونية، ويتعين على جميع الأطراف المشاركة في النزاع الالتزام بحماية حقوق الأطفال، والحد من أي أذى يمكن أن يتعرضوا له، ويتضمن ذلك منع استخدام الأطفال في النزاعات المسلحة، وتأمين الوصول الآمن والمحمي للأطفال إلى الخدمات الأساسية مثل التعليم والرعاية الصحية.
علاوة على ذلك؛ فإن القتل والهجمات التي تستهدف المدنيين والمستشفيات تشكل انتهاكًا خطيرًا للقانون الدولي الإنساني، حيث يجب أن يكون المدنيون والمستشفيات في مأمن خلال النزاعات، ويحظر بشدة استهدافهم بأي طريقة.
وتعتبر هذه الانتهاكات الجسيمة مؤشرًا على انعدام الالتزام بالمعايير القانونية والأخلاقية الدولية، وتستدعي تدخلًا عاجلاً وفعالًا للمجتمع الدولي لوقف هذه الانتهاكات، وضمان تقديم المسؤولين عنها للعدالة.
يشار إلى أن الخرطوم ومدناً أخرى، تشهد منذ 15 أبريل/ نيسان الماضي، اشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، خلَّفت مئات القتلى وآلاف الجرحى بين المدنيين، إضافة إلى موجة جديدة من النزوح واللجوء في أحد أفقر دول العالم.