في ظل اتساع رقعة النزاع المسلح في السودان وتدهور الأوضاع الإنسانية في مناطق المواجهات، تتصاعد الانتهاكات الجسيمة بحق المدنيين، ولا سيما النساء والأطفال، وسط غياب الحماية الفعلية وتقييد وصول المساعدات الإنسانية.
وفي هذا السياق؛ اتهمت شبكة أطباء السودان، وهي هيئة طبية مستقلة، قوات الدعم السريع باحتجاز 73 امرأة و29 طفلة في مدينة المجلد بولاية غرب كردفان، بعد ترحيلهن قسرا من مدينة بابنوسة، على خلفية اتهام ذويهن بالانتماء إلى الجيش السوداني.
ووفق بيان للشبكة؛ فإن القوة التي نفذت عملية الاحتجاز قامت بنقل النساء والأطفال عقب سيطرتها على بابنوسة، واحتجازهن في ظروف “بالغة السوء”، وتفتقر إلى الحد الأدنى من الرعاية الصحية والغذائية والنفسية، ما يضاعف المخاطر على سلامتهن، خاصة في ظل انتشار الأوبئة وانعدام الخدمات الطبية الأساسية.
ويُعد احتجاز المدنيين، ولا سيما النساء والأطفال، في سياق النزاعات المسلحة انتهاكا خطيرا لقواعد القانون الدولي الإنساني، الذي يفرض على أطراف النزاع التمييز بين المقاتلين وغير المقاتلين، ويحظر بشكل صريح الاعتقال التعسفي، والترحيل القسري، واستخدام المدنيين كوسيلة ضغط أو ورقة تفاوض. كما تلزم هذه القواعد بتوفير الحماية الخاصة للفئات الأكثر ضعفا، وضمان معاملتهم معاملة إنسانية في جميع الأوقات.
ويعرّض هذا الاحتجاز التعسفي النساء والأطفال لمخاطر صحية جسيمة، فيما تتحمل قيادة قوات الدعم السريع المسؤولية الكاملة عن سلامتهن الجسدية والنفسية.
ومنذ اندلاع الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في أبريل/نيسان 2023، على خلفية الخلاف حول المرحلة الانتقالية؛ يعيش السودان واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم، مع مقتل عشرات الآلاف ونزوح نحو 13 مليون شخص، في ظل تقويض واسع لمنظومة الحماية المدنية، وتصاعد الانتهاكات التي تطال المدنيين في مناطق النزاع.




























