شرع الشاعر المصري جلال البحيري، المعتقل في سجن بدر1، بإضراب مفتوح عن الطعام، احتجاجا استمرار اعتقاله.
وسرّب البحيري رسالة من معتقله، أعلن فيها إضرابه عن الطعام بدءاً من الأحد؛ للمطالبة بالإفراج عنه، وذلك بعد مرور خمس سنوات على سجنه تعسفياً.
وكتب البحيري في رسالته: “خمس سنين عدوا بالتمام والكمال.. خمس سنين لو حاولنا نفكهم ح يعملوا تقريباً 1800 يوم وشوية أيام فكه. يمكن يكون الرقم ده شكله عادي وسط الأرقام.. لكنه لما يتحول لأوراق بتسقط من شجر عمرك يبقى رقم إبليس ومُخيف”.
وتابع البحيري: “كنت أعرف إن زمان اللي كان بيتسرق منه محفظة أو عربية بيروح لأقرب قسم شرطة ويمكن يساعدوه… لكني ماعرفش اللي بيتسرق منه عُمره يروح لمين ومين يساعده!! مفهوم الوطنية اللي اتربينا عليه إنه كيان رَحب ومدهش ومعجز… ليه الكيان الرحب يتم اختزاله لمساحة متر في زنزانة في سجن… وليه هذا الكيان المدهش يتحول لمسخ مرعب؛ دوره الأسمى هو نسف أعمار أولاده وتدمير كل شيء إنساني وجميل فيهم؟”.
وأضاف: “أعتقد إني واحد من أبناء هذه الأرض، واعتقد إن فيه أدوار أهم بكتير من إني أنا وكل اللي زيي… اللي أيادينا ماعرفتش طريق الدم ولا عقولنا عرفت طريق التطرف… ندبل ونشيخ ورا القضبان”.
وأردف الشاعر: “النهارده بيبدأ عامي السادس من عُمر مهدور في السجون… وورايا تهم كتير مخجلة… أدناها الكذب وأقصاها الإرهاب… تهم كتير لم أرتكب منها إلا جريمه واحدة هي الشعر… شعر ناضج… شعر ساذج… شعر مثالي أو مراهق… اسمه شعر. والنهارده اخترت إني أمارس حقي الدستوري والآدمي في الاعتراض على هذا الوضع الغير آدمي؛ بالاضراب مبدئياً عن الطعام دون الشراب، وعن علاج القلب وأقراص الاكتئاب، وتدريجياً بالامتناع حتى عن الشراب. ويستمر الإضراب لحد ما أسترد حريتي بالخروج حي أو مش حي”.
ووقع الشاعر المصري الرسالة بـ”جلال البحيري محبوس في سجن بدر 1، زنزانة 2/55، قطاع 4″.
وكانت السلطات المصرية قد اعتقلت البحيري، كاتب أغنية “بلحة” للمغني المصري رامي عصام، في الثالث من مارس/آذار 2018، ولم يتمكن أهله أو محاميه من التواصل معه أو التوصُّل إلى أي معلومات عن مكان احتجازه والاتهامات التي يواجهها إلى أن مثل أمام نيابة أمن الدولة بتاريخ 10 مارس 2018، وقد ظهرت عليه علامات تعذيب وضرب مبرح، الأمر الذي استدعى أن تأمر نيابة أمن الدولة بتوقيع الكشف الطبي عليه بمعرفة مصلحة الطب الشرعي.
وجرى التحقيق مع جلال بسبب كلمات أغنية “بلحة” (وهو لُقب يتداوله المصريون ويقصدون به الرئيس عبدالفتاح السيسي)، بالإضافة إلى آخر ديوان شعري له (نشر في بداية عام 2018)، ووجهت له اتهامات بالانضمام إلى جماعة إرهابية، ونشر أخبار كاذبة، وإساءة استخدام مواقع التواصل الاجتماعي، وازدراء الدين، وإهانة المؤسسة العسكرية. كما أصدرت نيابة أمن الدولة قراراً بضبط وإحضار رامي عصام على خلفية القضية ذاتها.