مصر – الصحفي المعتقل هشام عبدالعزيز
قالت المنظمة العربية لحقوق الإنسان في بريطانيا أن استمرار السلطات المصرية في اعتقال الصحفي المصري والمنتج بقناة الجزيرة مباشر هشام عبد العزيز غريب رغم تدهور حالته الصحية، وتلفيق قضايا جديدة له يأتي ضمن خطة ممنهجة ومستمرة من النظام المصري لقمع حرية الرأي والتعبير وإخراس أي صوت للصحافة الحرة.
“تم التحقيق معه لمدة 5 ساعات تخللها تفتيش أجهزة المحمول وجهاز الحاسوب الشخصي الخاص به، وجوازات السفر وحقائب السفر الخاصة بزوجته وأولاده، ثم سحب جوازات الأسرة”
احتجاز تعسفي
وكانت السلطات المصرية قد احتجزت هشام وأسرته بمجرد وصولهم إلى مطار القاهرة بينما كانوا عائدين لقضاء أجازتهم السنوية في مصر بتاريخ 20-6-2019، حيث قام ضابط الجوازات بتوقيفهم واقتياد هشام إلى مكتب الأمن الوطني بمطار القاهرة، ثم تم التحقيق معه لمدة 5 ساعات تخللها تفتيش أجهزة المحمول وجهاز الحاسوب الشخصي الخاص به، وجوازات السفر وحقائب السفر الخاصة بزوجته وأولاده، ثم سحب جوازات سفرهم والسماح له بالرحيل بعد أخذ إقرار عليه بالعودة لمقر الأمن الوطني لاستلام الجوازات.
بعدها بساعات تلقى هشام مكالمة هاتفية من ضابط الأمن الوطني بمطار القاهرة يطلبون منه الحضور الفوري لاستلام جوازات السفر، وبمجرد وصوله، قام الأمن بتوقيفه ثم تعريضه إلى الاختفاء القسري لمدة ثلاثة أيام دون تمكينه من التواصل مع أي جهة، تعرض خلالها للتجويع والمعاملة المهينة حيث مُنع عنه الماء والطعام ومنع من دخول الحمام، وقام الأمن بأخذ حذائه وتمزيق ثيابه ليعرض على النيابة في حالة مزرية.
بعد ذلك تم عرض هشام على نيابة أمن الدولة العليا دون حضور محام والتي قامت بدورها بتوجيه التهم له جزافيا وإجباره على التوقيع على اتهامات ملفقة، بعد الاعتداء عليه بالسب والتهديد بإيذاء أسرته، وبعد انتهاء العرض على النيابة تعرض مجددا للاختفاء القسري، قبل أن يظهر في سجن “طرة تحقيق” على ذمة قضية قديمة قبل عام من اعتقاله برقم 1365 لعام 2018 حصر أمن دولة بتهمة الانتماء لجماعة محظورة، والتي ظل محتجزا على ذمتها احتياطيا، حتى صدر بشأنه قرار بإخلاء سبيله بكفالة ٢٠ ألف جنيه بتاريخ 5/12/2019.
إعادة الاعتقال ـ التدوير
بعد قرار إخلاء سبيله نُقل هشام إلى قسم شرطة حدائق القبة لإنهاء الإجراءات، إلا أنه تعرض للاختفاء القسري مجددا لمدة شهر، ثم فوجئت الأسرة بظهوره في سجن طرة تحقيق على ذمة قضية جديدة تحت رقم 1956 لعام 2019، وصدور قرار من نيابة أمن الدولة بتجديد حبسه احتياطيا والذي استمر حتى الآن دون مبرر.
“هشام يعاني من (جلوكوما أو مياه زرقاء) ويعاني من ارتفاع شديد في ضغط العين، مما يسبب عتامة بالقرنية تستحيل معها الرؤية بوضوح، كما يعاني من تكلس شديد في عظمة الركاب بالأذن الوسطي، وهو مهدد بفقد السمع والبصر في حال استمرار احتجازه في تلك الظروف”
وذكرت المنظمة أنه وقبل التعرض للاعتقال أجرى هشام عمليتين جراحيتين في العين اليمني (جلوكوما أو مياه زرقاء) وكان يعاني من ارتفاع شديد في ضغط العين، مما يسبب عتامة بالقرنية تستحيل معها الرؤية بوضوح، وبعد الحبس وبسبب عدم إكمال علاجه أو الالتزام بأدويته تأثرت العين اليسرى أيضا، وهو الآن مهدد بفقد البصر كليا في حال استمرار احتجازه في الظروف الحالية وعدم تمكينه إكمال علاجه.
كما يعاني هشام من تكلس شديد في عظمة الركاب بالأذن الوسطي وهو يزداد تدريجيا وحذر طبيبه المعالج من خطورة إهمال علاجها أو إجراء أية جراحة في مكان غير مجهز لمثل تلك الحالات، وقد تقدمت الأسرة بالفعل بأكثر من التماس لإجراء جراحة لهشام خارج مستشفى السجن على نفقتها الخاصة، ولكن السلطات تعنتت دون مبرر حتى الآن.
ممارسات انتقامية ضد الصحفيين
وأكدت المنظمة أن السلطات المصرية لم تكف منذ الثالث من يوليو/ تموز 2013 عن قمع الصحفيين بشراسة، لتصبح مصر من أخطر الأماكن على مهنة الصحافة في العالم، حيث تعرض أكثر من 250 من العاملين بالمجال الإعلامي للاعتقال في مصر، أطلق سراح بعضهم بينما يستمر احتجاز 34 صحفيا على الأقل حتى الآن كما تعرض 11 صحفيا على الأقل للقتل برصاص الأجهزة الأمنية أثناء تغطيتهم لتظاهرات معارضة.
وطالبت المنظمة المجتمع الدولي والجهات الأممية ذات الصلة بالتدخل العاجل لإلزام السلطات المصرية بإطلاق سراح الصحفي المعتقل هشام غريب، وتمكينه بشكل عاجل من إكمال علاجه، ووقف كافة الحملات الانتقامية ضد الصحفيين في مصر.