قالت المنظمة العربية لحقوق الإنسان في بريطانيا أن اقتحام المستوطنين للمسجد الأقصى في عيد العرش لهذا العام يعد الأكثر استفزازًا واعتداءً على المقدسات منذ سنوات، وعلى الرغم من ذلك، كان رد الفعل الرسمي من الجهات الدولية والعربية ضئيلًا للغاية، حيث اقتصر على إدانات شكلية هادئة من قبل قليل من الدول.
الاقتحامات في هذا العام غيرت معالم مدينة القدس وحولتها إلى مدينة شبه عسكرية، إذ أجبر التجار في الأسواق على الإغلاق ل 6 أيام على التوالي، كما انتشر جنود الاحتلال الإسرائيلي بشكل مكثف لتأمين المسيرات الاستفزازية للمواطنين، التي تزامنت مع اعتداءات المستوطنين على بيوت الفلسطينيين.
اقتحامات المستوطنين تزداد كثافتها عام بعد عام، إذ سجلت رقما قياسيا في مدينة القدس تجاوز 41 ألف مستوطن في الأعياد اليهودية منذ بداية العام 2023، كما رافق المستوطنون كوادر جامعية وسياسية وحاخامات متطرفون بشكل مكثف، وقام المستوطنون بالاعتداء على فلسطينيين مسيحيين بالبصق عليهم أثناء تأديتهم لقداس، الأمر الذي برره وزير الأمن الإسرائيلي إيتمار بن غفير: “بأن هذا تقليد يهودي محمود “.
تلك الانتهاكات والتصريحات تعكس بشكل صريح تأصل العنصرية في عقلية قيادات ومستوطني الاحتلال الإسرائيلي، ويعبر عن حجم الخطر الذي يشكله هذا الكيان على القيم الإنسانية بشكل أساسي، ويعكس عدم استعداد هذا الاحتلال لأي جهود سلمية قائمة على أساس العدل والحرية والمساواة، فتقاليدهم “كما يدعون” تشجعهم على إهانة المقدسات والاعتداء على الأشخاص.
الغريب أنه في ظل هذه الاعتداءات المروعة خيم الصمت العالمي على كل المستويات الدولية والعربية والإسلامية والمسيحية، وكأنهم يقرون بالأمر الواقع ويقبلون ضمنا هذه الجرائم، بل تأتي تلك الاعتداءات في ظل توسيع دائرة التطبيع العربي الإسرائيلي على كل المستويات.
فمن المؤسف، أن تلك الاقتحامات تأتي بعد أيام قليلة من تصريح ولي العهد السعودي محمد بن سلمان أن بلاده أقرب ما يكون من التطبيع مع الاحتلال، وكأن هذا هو الرد الذي ترد به إسرائيل على المطبعين معها بانتهاك مقدساتهم والاعتداء عليها وتدنيسها.
وفي الوقت الذي أدى فيه وزير الاتصالات الإسرائيلي صلوات تلمودية في الرياض، قامت أجهزة الأمن الإسرائيلية المرافقة لأفواج المقتحمين بالاعتداء على المصلين في المسجد الأقصى المبارك وضرب النساء واعتقال عدد كبير من أهل القدس، في وقت يسعى فيه بن غفير للعودة إلى “الحكم العسكري” وشرعنة إطلاق الرصاص الحي على المتظاهرين الفلسطينيين.