ما زال مشهد وقوع الضحايا بين المعتقلين والمحكومين المصريين مستمراً، جراء تواصل انتهاكات النظام المصري بحقهم، والتي أبرزها الإهمال الطبي المتعمد، وسوء ظروف الاحتجاز.
وشهدت المعتقلات المصرية خلال الـ24 ساعة الماضية، وفاتين جراء ظروف الاحتجاز غير الآدمية، والإهمال الطبي المتعمد.
فبعد ساعات من الإعلان عن وفاة المعتقل المصاب بالسرطان جهاد عبدالغني سليم (33 عاما)، قضى المعتقل أشرف عبدالسلام إبراهيم منصور، الشهير بـ”أشرف السلمي” (47 عاماً) داخل محبسه بسجن برج العرب في محافظة الإسكندرية، نتيجة تعرضه للإهمال الطبي.
والضحية أب لأربع بنات، وهو من قرية “المانسترلي” التابعة لمركز أبو كبير بمحافظة الشرقية، وهو ذات المركز الذي يتبع له المعتقل السابق، وكان يعمل مدرساً للتربية للرياضية بوزارة التربية والتعليم، وتم اعتقاله في 17 نوفمبر/تشرين الثاني 2014، وحكم عليه بالسجن 15 عاماً.
وكان أشرف قد دخل في إضراب مفتوح عن الطعام في 9 نوفمبر/تشرين الثاني 2021، احتجاجا على سوء المعاملة في سجن الزقازيق، فتم الاعتداء عليه بالضرب المبرح، وإيداعه التأديب، ثم ترحيله لاحقاً إلى سجن برج العرب.
و”أشرف”يعتبر ثاني حالة وفاة خلال شهر ديسمبر/كانون الأول الجاري، والوفاة 41 منذ بداية العام في مختلف السجون ومقار الاحتجاز المصرية.
وتشهد السجون المصرية ومراكز الاحتجاز ارتفاعاً مطرداً في أعداد الوفيات، فيما لا تسمح السلطات المصرية للجنة الصليب الأحمر بتفقد أوضاع السجون، حتى باتت السجون بمعزل تام عن أي رقابة، باستثناء النيابة العامة، التي لا تحقق بالأساس في جرائم التعذيب، بل أصبحت شريكاً في التستر على الجناة فيها.
وتجدر الإشارة إلى أن العهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية، ينص على أنه “ينبغي معاملة السجناء المحرومين من حريتهم بإنسانية، واحترام الكرامة الكامنة للشخصية الإنسانية”.