نقلت صحيفة “الغارديان” البريطانية عن مصادر مطلعة على الخطط العسكرية للاحتلال الإسرائيلي، أن الغارات الجوية المتكررة على مدارس في قطاع غزة، والتي تستخدم كملاجئ للنازحين، تأتي ضمن استراتيجية عسكرية متعمدة وضعها جيش الاحتلال، حدد من خلالها عدداً من المدارس كأهداف مباشرة للهجمات.
وبحسب الصحيفة؛ فقد خفّف جيش الاحتلال الإسرائيلي القيود المفروضة على تنفيذ هجمات داخل مواقع تضم أعداداً كبيرة من المدنيين، ما يفسر تكثيف الهجمات على منشآت مدنية، بينها مدارس ومستشفيات ومرافق بلدية.
ووفق مصادر عسكرية تحدثت لـ”الغارديان” فإن مدرسة العائشية في مدينة دير البلح وسط قطاع غزة، والتي كانت تؤوي نازحين، كانت واحدة من سلسلة أهداف حُددت خلال الأسابيع الماضية.
كما حددت أربع مدارس أخرى في شمال القطاع، تحديدًا في محيط مخيم جباليا، كأهداف محتملة، وهي مدارس: حلاوة، الرفاعي، نسيبة، وحليمة السعدية. وتشير التقارير إلى أن مدرستين من هذه المدارس تعرضتا لأضرار سابقة نتيجة غارات جوية.
وكشفت الصحيفة أن جيش الاحتلال قصف، خلال الأشهر الأخيرة، ما لا يقل عن ست مدارس في غزة، ما أدى إلى مقتل أكثر من 120 فلسطينيًا، في إطار حملة استهداف منظمة تستهدف منشآت مدنية تضم نازحين.
وتطرقت “الغارديان” بالتفصيل إلى مجزرة حي الدرج في 25 مايو/أيار الماضي، حين قصفت طائرات الاحتلال مدرسة فهمي الجرجاوي، التي كانت تؤوي عشرات العائلات النازحة، ما أدى إلى مقتل 54 فلسطينيًا على الأقل، معظمهم كانوا نائمين لحظة القصف.
وأشارت الصحيفة إلى أن جثث الضحايا المحترقة، بينهم أطفال، انتُشلت من فصول دراسية اشتعلت فيها النيران عقب الغارة.
وأكدت الصحيفة، نقلًا عن ثلاثة مصادر عسكرية “إسرائيلية” أن الجيش صنّف في الشهرين الأخيرين مدارس ومستشفيات ومبانٍ مدنية أخرى كمواقع استهداف محتملة، وأضافت المصادر أن الغارات كانت تُنفّذ أحيانًا مع معرفة مسبقة بوجود مدنيين في الموقع.
ولفتت “الغارديان” إلى أن هذه العمليات تأتي في إطار سياسة موسعة يتبعها الاحتلال، تقوم على دمج الأهداف المدنية ضمن بنك الأهداف العسكرية، بما يعكس تجاهلًا متعمدًا لأرواح المدنيين، ويكرّس سياسة استخدام القوة غير المتكافئة.
وتُضاف هذه المجازر إلى سلسلة الجرائم التي ينفذها جيش الاحتلال في قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، بدعم أميركي مباشر، في حرب إبادة جماعية خلّفت حتى الآن أكثر من 175 ألف قتيل وجريح، غالبيتهم من الأطفال والنساء، إلى جانب أكثر من 11 ألف مفقود، ومئات آلاف النازحين الذين يُستهدفون في كل موقع يلجؤون إليه.