انتحار طفل من البدون
أثار انتحار طفل يبلغ من العمر 12 عاماً من مجتمع البدون المهمش في الكويت؛ الغضب والجدل بين الكويتيين على وسائل التواصل الاجتماعي.
وبينما لم تعرف الأسباب الدقيقة لحادثة الوفاة المأساوية -كما هو الحال مع معظم حالات الانتحار- فقد ربط كثيرون الموت بالتمييز المستمر ضد مجتمع البدون.
وغرد مبارك صالح النجدة عبر موقع “تويتر”: “صدمت اليوم بخبر انتحار علي، نجل أخي وصديقي خالد الشمري، من مجتمع البدون”، مضيفا: “إذا لم أشهد بنفسي تفاصيل المأساة لكان من المستحيل بالنسبة لي أن أصدق”.
ومع انتشار الخبر؛ تصدر هاشتاغ “انتحار_طفل_بدون” أو “انتحار_طفل_من_البدون” وسائل التواصل الاجتماعي.
وأفاد مصدر أمني كويتي بتلقي عمليات الداخلية بلاغاً يفيد بانتحار طفل من فئة غير محددي الجنسية (البدون) في منطقة الصليبية بمحافظة الجهراء في الكويت.
وقال المصدر إن مخفر الصليبية تلقى بلاغا عن انتحار الطفل، ولدى توجه رجال الأمن إلى منزل ذويه كان الطفل قد فارق الحياة عند محاولة أسرته نقله إلى المستشفى في محاولة لإنقاذ حياته.
وفي التفاصيل؛ حين طرق أحد أشقاء الطفل المنتحر على باب غرفته فإنه لم يرد، وهو الأمر الذي دفع ذويه إلى كسر باب الغرفة ليكتشفوا وجود الطفل معلقاً في سقف الغرفة من خلال استخدامه أحد الأسلاك الكهربائية، فأبلغوا رجال الأمن وحاولوا إسعافه بنقله إلى المستشفى ولكنه فارق الحياة.
ويوصف بـ”البدون” الأشخاص الذين ليس لديهم دولة أو جنسية، وغالباً ما يعاملون كأجانب في الكويت، ولا يمكنهم الحصول على شهادات ميلاد أو وفاة أو هوية رسمية، مما يحد بشدة من قدرتهم على العثور على عمل أو السفر أو القيام بالعديد من الأنشطة اليومية الأخرى. وأطفال البدون ممنوعون من الدراسة في المدارس الكويتية، ولا يسمح للكبار بدخول الجامعات الكويتية، أما من يغادر البلاد منهم لأي سبب فإنه لا يمكنه العودة إليها.
ويُعتقد أن في الكويت حوالي من 88 ألفاً إلى 106 آلاف شخص من البدون، الذين سبق وأن واجهوا تطهيراً عرقياً ومحاولة إبادة جماعية.
وعلقت نقابة الأطباء الكويتية على وفاة الصبي بإطلاق دعوة لإنهاء التمييز ضد المجتمع.
وقالت النقابة في بيان: “تلقينا اليوم نبأ انتحار الطفل الكويتي من مجتمع البدون، ونحن ندين كل أشكال الظلم والحرمان التي يواجهها إخواننا من أبناء هذا المجتمع”.
وأعربت عن اعتقادها بأن “للبدون الحق في حياة كريمة تتجلى فيها حقوق الإنسان”، مشيرة إلى أن “ما حدث اليوم هو نتيجة حتمية للظروف الاجتماعية والاقتصادية السيئة المفروضة عليهم”.
ودعت النقابة إلى ضرورة احترام حقوق الإنسان التي كفلها الإسلام والدستور والاتفاقيات والمواثيق الكويتية التي صادقت عليها دولة الكويت”.
وتأتي وفاة الطفل الكويتي بعد عام من محاولة طلال الخليفي البالغ من العمر 27 عاماً الانتحار جراء الظروف المعيشية السيئة التي يعيشها البدون في منطقة الصليبية.
اقرأ أيضًا: محمد جميل: على بايدن مجابهة النظام المصري لا دعمه بالأسلحة