قالت المنظمة العربية لحقوق الإنسان في بريطانيا أن الهجمات المتكررة التي يشنها النظام السوري على إدلب والتي تؤدي إلى مقتل وإصابة المدنيين وتخريب المباني المخصصة للخدمات وتشريد الآلاف تضاعف من معاناة السوريين الذين يضطرون إلى الفرار من الموت تحت القصف واللجوء إلى دول الجوار، والتي بدورها صارت تضيق الخناق عليهم، وتسعى لطردهم بشتى الوسائل.
آخر الهجمات التي شنها النظام السوري والجماعات الإرهابية التابعة له الذي وقع الثلاثاء 26 سبتمبر/أيلول في منطقة جسر الشغور والتي تقع ضمن منطقة خفض التصعيد المتفق عليها بين إيران وروسيا وتركيا عام 2020 في إدلب وريف حلب والتي يستهدف إعادة اللاجئين إليها طوعيا، لكن هجوم الأمس الذي خلف 10 مصابين بينهم طفلين و4 نساء، إضافة إلى الهجوم السابق في أوائل الشهر الجاري الذي شرد الآلاف من المدنيين وخرب المستشفيات والمدارس، يجعل عودة اللاجئين غير آمنة إطلاقا وتعتبره المنظمة تخليا عن الضمير الإنساني والواجب الدولي تجاه المدنيين اللاجئين.
كما تشكك المنظمة في الطريقة التنفيذية التي يتم إعادة اللاجئين من خلالها من تركيا إلى سوريا، إذ تم رصد حالات يجبر فيها اللاجئون على التوقيع على ورقة تتضمن عودتهم إلى سوريا طواعية، لا سيما بعد الحملات الجديدة التي تستهدف التضييق على اللاجئين وتولي شخصيات معروفة بانتهاجها سياسات تضيق على اللاجئين لمواقع حساسة في الحكومة التركية، وألمحت المنظمة إلى أن الوضع الحالي يشير إلى أن الدولة التركية تعمل على تنفيذ وعودها الانتخابية التي تضمنت العمل على إعادة اللاجئين بغض النظر عن الظروف التي يعودون إليها.
وتلفت المنظمة عناية المجتمع الدولي إلى أن إعادة اللاجئين السوريين لم تتوقف على تركيا وانما امتدت للبنان والأردن التي قامت فيها الحكومتان بحملات إعادة للاجئين، كما يعبر المسؤولون فيها عن ضيقهم ذرعا بوجود اللاجئين في بلادهم المثقلة بالأزمات الاقتصادية والخدمية والأمنية.
وتشدد المنظمة على أن الوضع الحالي للاجئين هو نتاج تقصير القوى السياسية العالمية والمجتمع الدولي في إدارة الأزمة السورية منذ بدايتها وتخليهم عن الشعب السوري الذي ترك يخوض معركته وحده من أجل الحصول على مبادئ أساسية مثل الحرية والكرامة الإنسانية والعدالة التي يتغنى المجتمع الدولي طوال الوقت بالحفاظ عليها وحراستها، إلا إن الواقع السوري يؤكد وبشدة على أن المجتمع الدولي لا يراعي حقوق الإنسان ما لم يشكل الأمر مصالح اقتصادية وسياسية تحفزه للسعي إليها.
وانطلاقا من هذا الوضع القائم، تطالب المنظمة كافة الدول المعنية وهيئات المجتمع الدولي ممارسة كافة الضغوط الممكنة على النظام وحلفائه لوقف العدوان على الشعب السوري، والعمل على تأمين المناطق التي يعود إليها اللاجئون بشكل كامل وإمدادها بكافة الوسائل التي تمكنهم من العيش حياة كريمة، وإلزام الدول المستضيفة للاجئين بالتوقف عن إجبار اللاجئين أو الضغط عليهم للعودة إلى مناطق تمثل خطورة على حياتهم وحريتهم وكرامتهم الإنسانية ودعم تلك الدول كافة أنواع الدعم لتتمكن من التعامل مع اللاجئين دون أن يشكلوا عبئا اقتصاديا عليها.