يتواصل سقوط الضحايا في صفوف معتقلي الرأي في السجون المصرية، نتيجة سوء أوضاع الاحتجاز، وفقدان الرعاية الطبية، في ظل ظروف اعتقال غير آدمية.
وآخر الضحايا هو المعتقل المحامي علي عبد النبي علي كساب (57 عاماً) من مدينة السنبلاوين محافظة الدقهلية.
وقضى كساب داخل محبسه في سجن العقرب سيئ السمعة.
واعتقل كساب منذ نحو خمسة أشهر، وهو محبوس على ذمة القضية 2976 لسنة 2021 جنايات أمن الدولة العليا.
ويُعد المعتقل الراحل من أبرز محامي الدفاع عن المعتقلين السياسيين في مصر.
وتأتي وفاة كساب بعد أيام قليلة من وفاة المعتقل أسامة حسن الجمل (62 عاماً) داخل إحدى المستشفيات التي نقل إليها في حالة متأخرة، بعد تدهور وضعه الصحي داخل مقر احتجازه في قسم شرطة المقطم الذي لم تتوافر فيه ظروف احتجاز ملائمة لكبر سنه وحالته الطبية.
وبوفاة “كساب” يرتفع عدد القتلى والمتوفين في مقار الاحتجاز المصرية منذ تولي النظام الحالي سدة الحكم إلى 934 شخصاً، نتيجة الإهمال الطبي أو التعذيب أو فساد إدارة مقار الاحتجاز.
ويعاني معتقلو الرأي من الإهمال الطبي في مقار الاحتجاز المصرية، التي تفتقر إلى المعايير الفنية الدولية لمقار الاحتجاز الصالحة للبشر، حيث التكدس الكبير داخل الزنازين التي يعاني المحتجزون فيها من سوء التغذية، وقلة النظافة وانتشار الحشرات والتلوث، مع انعدام التهوية والإضاءة.
ومنذ تسلم الرئيس عبدالفتاح السيسي زمام السلطة في البلاد؛ تشن السلطات المصرية حملة قمع غير مسبوقة ضد المعارضين والمنتقدين، إذ ألقت القبض على الآلاف في اعتقالات نابعة من دوافع سياسية، أدين العديد منهم وصدرت أحكام عليهم في محاكمات جائرة، أو احتجزوا دون محاكمة طيلة سنوات؛ بتهم تتعلق بالإرهاب لا أساس لها من الصحة، في ظروف احتجاز سيئة للغاية.