حياة المعطي منجب في خطر
يواصل الصحافي والمؤرخ الفرنسي – المغربي، المعطي منجب، إضرابه عن الطعام منذ 4 مارس/آذار، ما يثير مخاوف على صحته وحياته.
وأكد كريستيان داردي، زوجة منجب، أنه “بدأ يشعر بتعب شديد”، معربة عن قلقها على صحته، وخصوصا أنه “مصاب بمرض السكري، ويعاني من عدم انتظام ضربات القلب”.
وفي اعتصام رمزي أقامته منظمة “مراسلون بلا حدود” أمام السفارة المغربية في العاصمة الفرنسية باريس، الجمعة، طالب محتجون بالإفراج العاجل عن منجب المسجون في المغرب منذ ثلاثة شهور.
ورفع عشرات الأشخاص 16 لافتة في اليوم السادس عشر لإضراب منجب عن الطعام، موضحين أن كل لافتة “تمثل كل مرحلة من مراحل الخطر المتزايد على صحته”، ومنها “اليوم الأول: تقلصات المعدة”، “اليوم السادس: صداع” و”اليوم 16: هذيان”.
وقدم منجب، وهو مواطن فرنسي، شكوى الأسبوع الماضي في باريس لاحتجازه التعسفي، فيما قالت وزارة الخارجية الفرنسية إنها تراقب وضع منجب “باهتمام كبير”.
وقال المتحدث باسم الخارجية إن هناك اتصالا مع أسرته “ونحن مستعدون، إذا رغب منجب بذلك، لتقديم حماية قنصلية له”.
وتحتجز السلطات المغربية “منجب” في سجن العرجات قرب الرباط، بعد أن أوقفته في 29 كانون الأول/ديسمبر في إطار تحقيق بتهمة “غسل أموال” وهي وقائع ينفيها.
وفي 27 كانون الثاني/يناير، حكم على المعارض أيضا بالسجن لمدة عام بتهمة “الاحتيال” و”تعريض أمن الدولة للخطر” في قضية تتعلق باتهامات بالاختلاس في إدارة مركز أنشأه للترويج للصحافة الاستقصائية.
واستنكر محاموه ولجنة دعمه صدور الحكم في غيابه دون استدعاء فريق دفاعه فيما ذكرت السلطات القضائية المغربية أنه حصل على “محاكمة عادلة”.
وكانت هيئات حقوقية قد أكدت أن السلطات المغربية اعتقلت منجب بهدف “وقف انتقاداته الحادة لانتهاكات حقوق الانسان تراجع حرية التعبير في المغرب”.
وأوضحت في بيان أن منجب دأب على كشف استهدافه بشكل سافر من قبل الأمن المغربي، وملاحقته بالتحقيقات والاستدعاءات البوليسية، بسبب إصراره على ممارسة حقه القانوني في النقد، والتعبير عن آرائه وواجبه كمدافع حقوقي مستقل في المغرب.
وبينت أن اعتقال منجب وفبركة اتهامات واهية وهزلية ضده “غسيل الأموال” بعد نحو 20 تحقيق واستدعاء بوليسي “لم تثنه عن الدفاع عن حقوق الإنسان، وانتقاد التردي الحاد الذي تشهده المغرب منذ عدة سنوات، والذي تمثل في اعتقال العديد من الصحفيين المستقلين والتوسع في انتهاكات حقوق الإنسان بغطاء من الصحافة الصفراء التي تسيطر الحكومة المغربية على أغلبها”.
ورأت أن “ما يشهده المغرب من تراجع في الحريات وانتهاكات حقوق الانسان حاليا؛ قد يكون الاسوأ منذ حقبة سنوات الرصاص، التي كان المعطي منجب نفسه أحد ضحاياها، واضطرته للتغريب والنفي نحو سبع سنوات”، مضيفة أن “انتهاكات حقوق الانسان لها رائحة حادة وسيئة، لا تزول سوى بوقف هذه الانتهاكات”.
وتحتل المغرب المرتبة 133 من بين 180 دولة في ترتيب حرية الصحافة بحسب منظمة “مراسلون بلا حدود” التي أكدت وجود “خمسة صحافيين” قيد الاحتجاز في المملكة “بشكل تعسفي”.
ومن الجدير بالذكر أن السلطات المغربية سلمت قبل أسبوع، الأكاديمي السعودي – الأسترالي أسامة الحسني للسلطات السعودية، رغم المخاطر التي تهدد حياته وأمنه وسلامته، في ظل أوضاع حقوق الإنسان المتردية، وانهيار المنظومة القضائية في السعودية.