قال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس، إن عشرات آلاف النازحين في مشافي قطاع غزة، يواجهون “خطر الجوع” الذي وصل إلى “أبعاد مخيفة”.
وأضاف في تدوينة له عبر منصة “إكس” أنه زار يوم 23 ديسمبر/كانون الأول الجاري، 4 مشافي في قطاع غزة بما فيها مستشفى الشفاء، برفقة مسؤولين أمميين آخرين.
وأكد على أن هناك حاجة كبيرة في المشافي المحاصرة بقطاع غزة، للمعدات الطبية، والغذاء ومياه الشرب وأسرّة للمرضى.
وحذّر من عواقب “جوع مزمن” تشهده غزة حاليا، داعيا منظمة الصحة العالمية وشركائها إلى زيادة مساعداتهم من مياه الشرب والمواد الغذائية.
وأوضح أن مستشفى الشفاء “الذي كان فيما مضى أحد أكبر مشافي غزة”، بات يقدم حاليا الإسعافات الأولية فقط، مشيرا إلى استضافة مستشفى الشفاء قرابة 50 ألف نازح فلسطيني ممن يواجهون خطر الجوع، بحسب تعبيره.
ودعا غيبريسوس إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة التي تعاني من انهيار في المنظومة الصحية بسبب الهجمات الإسرائيلية المكثفة.
وفي السياق ذاته؛ قالت وزارة الصحة في قطاع غزة، إن 180 نازحة فلسطينية في مراكز الإيواء تضع مولودها يوميا في ظروف “غير آمنة”، فيما يعاني نحو 900 ألف طفل نازح من خطر “الجفاف والمجاعة والأمراض”.
جاء ذلك في كلمة للمتحدث باسم الوزارة أشرف القدرة، خلال مؤتمر صحفي، عقده في مستشفى الهلال الإماراتي بمدينة رفح، جنوبي القطاع.
وأضاف القدرة أن “50 ألف سيدة حامل في مراكز الإيواء بلا غذاء ولا رعاية صحية وإن نحو 180 أخرى تضع مولودها يوميًا في ظروف غير آمنة وغير إنسانية”.
وأوضح أن حوالي “900 ألف طفل في مراكز الإيواء يعانون خطر الجفاف والمجاعة وأمراض الجهاز الهضمي والتنفسي والأمراض الجلدية وفقر الدم”.
وبيّن أن “70 بالمئة من مرضى الفشل الكلوي يتعرضون لمخاطر صحية كارثية نتيجة القصف والنزوح وصعوبة وصولهم للخدمة غسيل الكلى وخاصة شمال غزة”.
وأفاد القدرة بأن سلطات الاحتلال “تعمدت تدمير مستشفيات شمال غزة، وتركت بذلك 800 ألف نسمة فيها بلا خدمات صحية”.
وحذر من أن “الجرحى والمرضى والنساء الحوامل والأطفال الرضع، في مناطق شمال غزة، يتعرضون للموت المحقق”.
وطالب القدرة “كافة المؤسسات الأممية بالعمل الفوري لتشغيل مجمع الشفاء الطبي بشكل عاجل، ومستشفيات شمال غزة من أجل إنقاذ حياة الجرحى والمرضى”.
والخميس الماضي، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، أن مئات الجرحى يفارقون الحياة نتيجة عدم توفر الخدمات الصحية في مجمع الشفاء الطبي بمدينة غزة، باستثناء عودة محدودة لعمل قسم غسيل الكلى في المجمع منذ 27 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين أول الماضي يشن جيش الاحتلال الإسرائيلي حربا مدمرة على غزة، خلّفت حتى الاثنين، 20 ألفا و674 قتيلا، و54 ألفا و536 جريحا، معظمهم أطفال ونساء، ودمارا هائلا في البنية التحتية وكارثة إنسانية غير مسبوقة.
ويشكل العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة انتهاكًا صارخًا للقانون الإنساني الدولي وحقوق الإنسان، حيث يعرّض حياة المدنيين وممتلكاتهم للخطر الشديد، ويسبب لهم معاناة جسيمة، مما يستوجب التدخل العاجل والحازم من المجتمع الدولي لإيقاف العدوان وحماية المدنيين في القطاع.