يواصل الاحتلال الإسرائيلي تهجير سكان قطاع غزة قسريا، وسط تحذيرات منظمات إغاثة دولية من عواقب وخيمة لهذه الجريمة.
وقالت منظمة أطباء بلا حدود، إنه من غير الإنساني استمرار الجيش الإسرائيلي بتهجير المدنيين الفلسطينيين بقطاع غزة.
وذكرت المنظمة في بيان نشرته على منصة “إكس” أن قوات الاحتلال أجبرت الفلسطينيين بمنطقتي دير البلح وخان يونس على النزوح، في حين حاول العديد من الأشخاص، من بينهم أفراد من منظمة أطباء بلا حدود، الانتقال إلى منطقة المواصي جنوبا”.
وأكد العامل في المنظمة بغزة جاكوب غرانغر، أن التهجير القسري المستمر لسكان غزة هو أمر “غير إنساني”، مشددا على أن أهالي غزة النازحين لم يعد لديهم أي ممتلكات ولا مكان يذهبون إليه.
من جانبها؛ أفادت المنسقة الطبية للمنظمة بالمنطقة جولي فوكون، بأنهم لاحظوا زيادة في الأمراض الجلدية، مثل الجرب الناجمة عن نقص مواد التنظيف.
وقالت فوكون: “يضطر الناس مع القصف المستمر إلى البحث عن مأوى في منطقة تتقلص مساحتها، بينما تسوء الظروف وتستمر الأمراض في الانتشار، وغالبا ما تؤثر على الفئات الأضعف، مثل الأطفال”.
من جهتها؛ أكدت منظمات إغاثية دولية أن استمرار جيش الاحتلال الإسرائيلي بتهجير المدنيين الفلسطينيين بقطاع غزة يعيق عمليات الإغاثة، مؤكدة أنه “لم يبق للمدنيين مكان للجوء إليه”.
وأوضحت المنظمات في بيان مشترك بلندن، أن مدينة دير البلح وسط قطاع غزة، التي تتوفر فيها البنية التحتية والمستودعات لتخزين المواد الإغاثية الأساسية في غزة، سيتم إخلاؤها بشكل إجباري بأمر من سلطات الاحتلال.
وأضافت أن سكان غزة وعمال الإغاثة الإنسانية في دير البلح، تعرضوا للتهجير القسري عدة مرات من قبل، وأن مستودعات الإغاثة فيها مشمولة أيضا في هذه الانتهاكات التي يمارسها الاحتلال.
وذكرت المنظمات أن ما يسمى “أوامر الإخلاء” التي أعلنتها سلطات الاحتلال تعرقل عمليات المساعدات الإنسانية لعدد كبير من المنظمات غير الحكومية.
ولفتت إلى أن التهجير القسري الذي قام به الاحتلال لسكان خان يونس (جنوب) ودير البلح خلال الفترة من 8 إلى 17 أغسطس/آب الجاري، أثر على عمل 17 مؤسسة صحية، مؤكدة أن عمليات التطعيم الحيوية ضد شلل الأطفال ستتأثر أيضًا بهذه الممارسات.
وتم التوقيع على البيان المشترك من قبل 27 منظمة إغاثة دولية معظمها مقرها في أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية، بما في ذلك منظمة إنقاذ الطفولة، وأوكسفام، والإغاثة الإسلامية العالمية، وأنيرا، ويوورلد، والمعونة الكنسية النرويجية.
وبحسب مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)؛ فقد أصدرت سلطات الاحتلال الإسرائيلي بين 1 يوليو/تموز و21 أغسطس الجاري، 16 أمر إخلاء، في حين تم تهجير ما يقدر بنحو 213 ألف فلسطيني قسرا من بداية أغسطس إلى 16 من ذات الشهر.
ويجبر الاحتلال الفلسطينيين في قطاع غزة بشكل مستمر على النزوح من مكان إلى آخر بموجب أوامر إخلاء أصدرتها منذ الحرب التي بدأتها في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
ووفقًا لبيانات الأمم المتحدة؛ فإن 9 من كل 10 أشخاص في قطاع غزة تعرضوا للتهجير بسبب حرب الإبادة الإسرائيلية. كما تشير بيانات المنظمة إلى أن معظم الفلسطينيين في غزة يضطرون للانتقال مرة واحدة على الأقل شهريا.
ومؤخراً؛ أعلنت الأمم المتحدة إن 1.9 مليون فلسطيني (من أصل 2.3 مليون) أُجبروا على النزوح القسري منذ الأيام الأولى من العدوان، وأن كثيرين منهم نزحوا أكثر من مرة.
ويعيش النازحون الفارون من هجمات الاحتلال الإسرائيلي في أوضاع يائسة في مناطق لجوئهم، ويحاولون التمسك بالحياة في خيام بدائية.
ومنذ 7 أكتوبر 2023، يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي تنفيذ حرب إبادة جماعية على قطاع غزة، ما أدى إلى تفاقم الأوضاع الإنسانية والصحية بشكل كارثي، جراء القصف المتواصل والحصار المشدد الذي يمنع وصول الإمدادات الأساسية من غذاء وماء وأدوية وكهرباء.