شهدت أحياء مدينة درعا التي تتعرض لقصف قوات النظام السوري وحلفائه، موجة نزوح كبيرة بدأت منذ أسبوع في أحياء درعا البلد، وطريق السد، وحي المخيمات.
ووفق مصادر محلية؛ فقد بلغ عدد النازحين من هذه المناطق إلى الأحياء الأخرى في المنطقة، حوالي 80 بالمئة من أهالي الأحياء (نحو 50 ألفا) التي تتعرض لقصف قوات بشار الأسد وحلفائه في مدينة درعا جنوبي سوريا.
وأوضحت المصادر أنه يتوجب على المدنيين النازحين المرور بنقطة تفتيش وحيدة للنظام تحمل اسم “السرايا”، في حين تضطر كل عائلة ترغب في العبور بواسطة سيارتها الخاصة لدفع رشوة مليوني ليرة سورية (حوالي 625 دولار).
وتشهد محافظة درعا هجوما من قوات بشار الأسد وحلفائه منذ 29 يوليو/تموز الماضي، ما أوقع عشرات القتلى.
وكانت قوات النظام السوري والمليشيات التابعة لها قد فرضت في 25 يونيو/حزيران الماضي، حصارا على منطقة درعا البلد بالمحافظة، بعد رفض المعارضة تسليم السلاح الخفيف، باعتباره مخالفا لاتفاق تم بوساطة روسية عام 2018، ونص على تسليم السلاح الثقيل والمتوسط.
وفي 26 يوليو/ تموز الماضي، توصلت لجنة المصالحة بدرعا البلد، وقوات النظام إلى اتفاق يقضي بسحب جزئي للأسلحة الخفيفة المتبقية بيد المعارضة، ووجود جزئي لقوات النظام، إلا أن الأخيرة أخلت بالاتفاق وأصرت على السيطرة الكاملة على المنطقة.
وتستمر في سوريا حرب أهلية منذ 18 مارس/آذار 2011، عندما قام نظام بشار الأسد بحملة قمع للاحتجاجات المؤيدة للديمقراطية بشراسة غير متوقعة.
وخلال السنوات الماضية، منح النظام السوري الجنسية لعدد كبير من عناصر المجموعات التابعة لإيران، مقابل مشاركتها في الحرب التي يشنها على المعارضة منذ 2011.
وطالبت المنظمة العربية لحقوق الإنسان في بريطانيا مراراً بوقف الحرب الدائرة في سوريا، داعية المجتمع الدولي إلى الضغط على التحالف العسكري السوري والروسي، لإنهاء الحرب التي راح ضحيتها مئات الآلاف من الأبرياء، وأسفرت عن نزوح أكثر من 10 ملايين شخص.