أفادت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، الثلاثاء، بخروج جميع النقاط الطبية والعيادات الطارئة التابعة لها بمدينة غزة عن الخدمة، بفعل إنذارات الاحتلال الإسرائيلي بإخلاء عشرات المناطق.
وأعلنت الجمعية في بيان مقتضب، أن “جميع النقاط الطبية والعيادات الطارئة التابعة للجمعية في محافظة غزة خرجت عن الخدمة، بسبب إجراءات الاحتلال بالإخلاء القسري على مناطق مختلفة في المحافظة، والتي تتواجد بها النقاط الطبية والعيادات”.
وفي وقت سابق الثلاثاء؛ قالت إدارة المستشفى الأهلي العربي (المعمداني) في بيان، إن جيش الاحتلال الإسرائيلي “أجبرنا على إغلاق المستشفى بعد تعرض محيطه لإطلاق نار كثيف من طائرات مسيرة إسرائيلية”.
وبينت أن “النازحين وجميع المرضى أجبروا على المغادرة (من المستشفى) مما يعرضهم لخطر جسيم”.
وعلى مدار يومين؛ نفذ جيش الاحتلال سلسلة غارات عنيفة جوية ومدفعية على محيط المستشفى المعمداني ما جعل من المستحيل وصول الجرحى والمرضى إليه.
ومنذ بدء الحرب على قطاع غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي؛ عمد جيش الاحتلال إلى استهداف المنظومة الصحية وأخرج معظم المستشفيات عن الخدمة، ما عرّض حياة المرضى والجرحى للخطر، حسب بيانات فلسطينية وأممية.
وتعاني مدينة غزة من وضع صحي صعب للغاية، بعد خروج كافة المستشفيات العاملة عن الخدمة وخاصة مجمع الشفاء الطبي في مطلع أبريل/نيسان، بعد انسحاب جيش الاحتلال منه، عقب عملية عسكرية استمرت أسبوعين، مخلفا دمارا هائلا وعددا كبيرا من الجثث.
والأحد، أجبر جيش الاحتلال الآلاف من الفلسطينيين على إخلاء منازلهم في البلدة القديمة وأحياء التفاح والدرج شرق مدينة غزة والتوجه نحو المناطق الغربية، تحت تهديد القصف وبعد إنذارهم بالإخلاء، تمهيدا لتنفيذ عدوان عسكري هناك.
لكن الفلسطينيين بغزة فوجئوا فجر الاثنين، بتنفيذ جيش الاحتلال عملية برية في المناطق الغربية، ما اضطرهم إلى النزوح إلى أماكن أخرى.
ومنذ 7 أكتوبر الماضي؛ يشن جيش الاحتلال الإسرائيلي حربا مدمرة على قطاع غزة، خلّفت عشرات الآلاف من القتلى والجرحى، وأوضاعا إنسانية هائلة، وتسببت بكارثة صحية وبيئية كبيرة، جراء تدمير المرافق الحيوية وطفح الصرف الصحي لمناطق واسعة.
ومع بداية الحرب؛ قطع الاحتلال عن سكان القطاع كافة إمدادات الكهرباء والماء والوقود والغذاء، وقصف المخابز والمصانع والمتاجر ومحطات وخزانات المياه، ودمر البنية التحتية.
ويشكل العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة انتهاكاً صارخاً للقانون الإنساني الدولي وحقوق الإنسان، حيث يعرّض حياة المدنيين وممتلكاتهم للخطر الشديد، ويسبب لهم معاناة جسيمة، مما يستوجب التدخل العاجل والحازم من المجتمع الدولي لإيقاف العدوان وحماية المدنيين في القطاع.