بعد مضي ستة أشهر من حرب الإبادة التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة؛ نددت وكالات تابعة للأمم المتحدة وغيرها من المنظمات الإغاثية، بالحصيلة المدمرة لهذه الحرب، محذرة من أن الوضع “أكثر من كارثي”.
وقال الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر إن “ستة أشهر عتبة فظيعة”، محذراً من أنه “تم التخلي عن الإنسانية”.
ووصف المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبرييسوس، حرمان أهالي غزة من احتياجاتهم الأساسية من الغذاء والوقود والصرف الصحي والمأوى والأمن والرعاية يعد “غير إنساني ولا يطاق”.
وأعرب تيدروس بشكل خاص عن غضبه إزاء “الوفيات والإصابات الخطيرة لآلاف الأطفال في غزة”، معتبرا أنها “ستظل وصمة عار على الإنسانية جمعاء”، قائلا: “هذا الاعتداء على الأجيال الحالية والمستقبلية يجب أن ينتهي”.
ولفت إلى أن أكثر من 70% من الشهداء غزة من النساء والأطفال، قائلا: “نحث جميع الأطراف على إسكات أسلحتها. وندعو إلى السلام. الآن”.
وبحسب منظمة الصحة العالمية؛ فإن من بين 36 مستشفى رئيسياً في غزة، لا تزال عشرة منها فقط تعمل بشكل جزئي.
من جهته؛ قال المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) فيليب لازاريني، إن “الجحيم في غزة يتعمق يوماً بعد يوم”.
وكتب على منصة إكس “تم تجاوز كل الخطوط، بما فيها الخطوط الحمراء. أصبحت هذه الحرب أسوأ بكثير من خلال تقنيات يسيء البشر استخدامها لإيذاء غيرهم من البشر، بشكل جماعي”.
وتابع: “يتفاقم الوضع جراء المجاعة الناجمة عن الحصار الذي تفرضه إسرائيل، وقد يظن المرء أنها من حقبة مختلفة. ونتيجة لذلك، فإن المجاعة التي هي من صنع الإنسان تلتهم أجساد الرضع والأطفال الصغار”.
من جانبه؛ وصف الأمين العام للاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر جاغان تشاباغين الوضع بأنه “أكثر من كارثي”، محذرا من أن “الملايين يواجهون خطر الجوع”.
وقال إنه “يتعين ضمان تدفق عاجل وبدون عراقيل للمساعدات الإنسانية للوصول إلى المحتاجين. ليس غدا، بل الآن”.
وأعلن الاتحاد عن مقتل موظف آخر في جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في غزة، موضحا أنه تم العثور على جثة محمد ماهر خليل عابد، الأحد، بعدما قتل أثناء إخلاء مستشفى الأمل في مدينة خانيونس جنوب القطاع في 24 مارس/آذار الماضي.
وأكدت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أن “تدفق المساعدات الإنسانية” إلى غزة هو أمر بالغ الأهمية، لكنه لا يمثل إلا “جزءا من الحل”.
وأضافت على منصة “إكس” أن “على الجانبين تنفيذ عملياتهما العسكرية بطريقة تجنب المدنيين العالقين” في النزاع التعرض للأذى.
ومنذ 7 أكتوبر الماضي؛ يشن جيش الاحتلال الإسرائيلي حربا مدمرة على قطاع غزة، خلّفت عشرات الآلاف من القتلى والجرحى، وأوضاعا إنسانية هائلة، وتسببت بكارثة صحية وبيئية كبيرة، جراء تدمير المرافق الحيوية وطفح الصرف الصحي لمناطق واسعة.