في كارثة جديدة حلّت على اليمن الذي يعاني حربا طاحنة منذ أكثر من سبع سنوات؛ كشفت هيئات حقوقية عن وفاة وإصابة أكثر من 450 مهاجرا، معظمهم من الإثيوبيين، في حريق اندلع بمركز احتجاز تابع لمصلحة الهجرة والجوازات في العاصمة صنعاء، والذي تسيطر عليها جماعة الحوثي.
واتهمت الهيئات الحقوقية في تقارير منفصلة؛ جماعة الحوثي بالمسؤولية المباشرة والثابتة عن مقتل وإصابة مئات المهاجرين في 7 مارس/آذار الجاري، إثر حريق اشتعل بسبب قنابل أطلقتها قوات حوثية، بحسب شهود نجوا من الحادث.
وأشارت التقارير إلى أن جماعة الحوثي ما زالت تحتجز عددا من المهاجرين الجرحى، ومنعت وصول المساعدات الإنسانية إليهم، كما منعت أفراد أسرهم من زيارتهم.
وفي أوائل مارس الجاري؛ بدأ عدد كبير من المهاجرين المحتجزين في مرفق احتجاز تابع لمصلحة الهجرة والجوازات والجنسية بشارع خولان في العاصمة صنعاء إضرابا عن الطعام، احتجاجا على سوء معاملتهم، وفي يوم الأحد 7 مارس الجاري حاول رجال مسلحون من جماعة الحوثي إنهاء الإضراب بالقوة.
وقال شهود عيان إن عناصر الحوثيين أغلقوا باب العنبر، وبدأوا بإطلاق المقذوفات من خلال نوافذ العنبر (لم يتمكن الشهود من التعرف على ماهيتها) وتسببت المقذوفات في نشوب حريق انتشر بسرعة.
وفي حين أكدت هيئات حقوقية أن أعداد القتلى والجرح جراء الحريق لم يتضح بعد؛ أعلنت منظمة الهجرة الدولية مقتل ثمانية مهاجرين وإصابة 170، فيما وثقت منظمات حقوقية أخرى مقتل وإصابة أكثر من 450 مهاجراً.
وفي المقابل؛ قال رئيس شبكة مستقبل “أوروميا” الإثيوبية للأخبار في حديث لإذاعة “بي بي سي” البريطانية، إن نحو 450 شخصا توفوا في الحال بعد إلقاء قنابل حارقة عليهم من قبل قوات الحوثي، وإن 63 شخصا توفوا بعد نقلهم للمستشفيات، ما يعني أن إجمالي القتلى حوالي 513.
ويعد اليمن، وجهة لمهاجرين من دول القرن الإفريقي، لا سيما إثيوبيا والصومال، ويهدف العديد منهم للانتقال في رحلتهم الصعبة إلى دول الخليج، خصوصا السعودية.
ويشهد اليمن حربا منذ نحو 7 سنوات، أودت بحياة أكثر من 233 ألف شخص، وبات 80 بالمئة من السكان، البالغ عددهم نحو 30 مليون نسمة، يعتمدون على الدعم والمساعدات، في أسوأ أزمة إنسانية بالعالم، وفق الأمم المتحدة.
وكانت المنظمة العربية لحقوق الإنسان في بريطانيا، قد طالبت مراراً بوقف الحرب الدائرة في اليمن، داعية المجتمع الدولي إلى الضغط على أطراف النزاع في اليمن، لإنهاء الحرب التي راح ضحيتها مئات الآلاف من الأبرياء.