أدانت المنظمة العربية لحقوق الإنسان في بريطانيا الاستهداف المستمر والمنهجي للصحفيين والإعلاميين في اليمن على يد أطراف الصراع المختلفة، في ظل غياب أي آليات للمساءلة والمحاسبة، وتفشي الإفلات من العقاب لمرتكبي تلك الجرائم وغيرها.
وأضافت المنظمة أن الصحفي اليمني صابر نعمان الحيدري، لقي حتفه الأربعاء 15 يونيو/حزيران 2022، بعد انفجار عبوة ناسفة زُرعت في سيارته في مدينة عدن جنوب البلاد، تسببت كذلك في مقتل رجلين آخرين وإصابة ثالث بجروح خطيرة.
وأوضحت المنظمة أنه بالرغم من عدم إعلان أي جهة مسؤوليتها عن الحادث حتى الآن، إلا أن الدلائل الأولية تُشير إلى وقوف الحوثيين وراء الجريمة نظراً لمواقف الحيدري الصريحة ضد سياساتهم والمعارضة لهم بشدة.
وبينت المنظمة أنه الحيدري قبل مقتله بفترة بسيطة، تحدث في سلسلة تغريدات على تويتر عن تجربته الشخصية مع جماعة الحوثي، لافتاً أنه فر من العاصمة صنعاء عام 2017 بسبب القيود المتزايدة من قبل المتمردين الحوثيين الذين يسيطرون على المدينة.
ولفتت المنظمة إلى أن طريقة مقتل الحيدري – مراسل القناة الصينية في اليمن- تتشابه بصورة كبيرة مع واقعة اغتيال الصحفية رشا الحرازي، والتي لقت حتفها في نوفمبر/تشرين الثاني 2021 في عدن، حيث تم استهدافها هي وزوجها زوجها الإعلامي محمود العتمي- المعروف بانتقاده الشديد للحوثيين وتوثيقه عدد كبير انتهاكاتهم ضد حقوق الإنسان- حيث زرعت عبوة ناسفة في سيارتهما تسببت في مقتل الحرازي بينما كانت حاملا في شهرها التاسع، وإصابة العتمي بجروح خطيرة.
وأردفت المنظمة أن اغتيال الحيدري هو الأحدث ضمن سلسلة من الهجمات الممنهجة التي تستهدف الصحفيين والحريات الإعلامية في الدولة التي مزقتها الحرب، وفي ظل الصمت الدولي فإن هذه الجرائم مرشحة للتكرار وبصورة متزايدة، خاصة وأن الصحفيين والإعلاميين اليمنيين يتعرضون لانتهاكات وتجاوزات شبه يومية، تتضمن، بالإضافة إلى الاغتيالات، الاعتقال التعسفي والخطف والمطاردة والمضايقة والتهديد وحظر التغطية.
وأوضحت المنظمة أن اليمن يُصنف على أنه بلد “شديد الخطورة” بالنسبة للصحفيين ويحتل المرتبة 167 من بين 180 دولة في مؤشر حرية الصحافة العالمي لعام 2020 والمرتبة 169 لعام عام 2021، مضيفة أنه في عام 2021 وحده، لقي أكثر من 50 صحفياً مصرعهم بينما تم الإبلاغ عن 104 انتهاكاً مختلفاً.