مجاعة في اليمن
بات شبح المجاعة أقرب إلى اليمن من أي وقت مضى، مهدداً ملايين المواطنين الذين يعانون من تداعيات كارثية لحرب مستمرة بين القوات الموالية للحكومة والحوثيين منذ نحو 7 سنوات.
وأصبح اليمن سريع الخطى نحو أسوأ مجاعة يشهدها العالم منذ عقود، وفق الأمم المتحدة التي نبهت على أن “الوقت ينفد” لتفادي ذلك.
وقال وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارك لوكوك، في إفادة أدلى بها بجلسة لمجلس الأمن الدولي عقدت الأربعاء عبر دائرة تليفزيونية حول تطورات الأزمة اليمنية، إن معدلات سوء التغذية في اليمن بلغت مستويات قياسية، مؤكدا أن “هناك نحو 400 ألف طفل دون سن الخامسة يعانون سوء تغذية حاد بجميع أنحاء البلاد، وهؤلاء الأطفال في الأسابيع والأشهر الأخيرة (من حياتهم)”.
وأضاف أنه “في جميع أنحاء اليمن، يعاني أكثر من 16 مليونا من الجوع؛ بما في ذلك 5 ملايين شخص على بعد خطوة واحدة من المجاعة”، مشيرا إلى أن “خطة استجابة الأمم المتحدة للإغاثة في اليمن هذا العام ستحتاج إلى حوالي 4 مليارات دولار”.
وتابع: “في عام 2020 تلقت المساعدات الإنسانية في اليمن تمويلا بنحو 1.9 مليار دولار، أي نصف ما كنا بحاجة إليه، ونتيجة لذلك، كما قلنا لكم مرات عديدة؛ يتعين علينا إغلاق الكثير من البرامج الإغاثية التي يحتاجها ملايين الأشخاص”.
ولفت إلى أن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش سيعقد مطلع مارس/آذار المقبل حدثا افتراضيا رفيع المستوى لتقديم التبرعات للأزمة اليمنية، وستشترك في استضافته السويد وسويسرا، مضيفا أن “هذا الحدث هو فرصة للدول لإظهار التزامها للشعب اليمني”.
واختتم المسؤول الأممي إفادته بدعوة الأطراف اليمنية إلى وقف التصعيد الخطير، ليس فحسب في محافظة مأرب (شرق)، ولكن في جميع أنحاء البلاد، واستئناف العملية السياسية”، مشددا على أنها “الطريقة الوحيدة لإنهاء الأزمة في اليمن هي إنهاء الحرب”.
وكانت الأمم المتحدة قد أكدت مؤخرا أن نحو 50 ألف يمني يعيشون بالفعل في ظروف شبيهة بالمجاعة حالياً، مع خمسة ملايين آخرين على بعد خطوة واحدة من المصير ذاته.
وقال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، إنه “مع ارتفاع أسعار المواد الغذائية بنسبة 150 بالمائة عن المتوسط قبل النزاع، وانخفاض قيمة الريال اليمني؛ أصبح تهديد الجوع بالنسبة للملايين حقيقة واقعة”.
وحذر من أن “خطر المجاعة يستمر في الارتفاع، وأخبرنا زملاؤنا العاملون في المجال الإنساني بأن حوالي 50 ألف يمني يعيشون بالفعل في ظروف شبيهة بالمجاعة اليوم، مع خمسة ملايين آخرين (من أصل نحو 30 مليون نسمة) على بعد خطوة واحدة فقط (منها)”.
وأودت الحرب في اليمن بحياة ما لا يقل عن 233 ألف شخص، وبات 80 بالمئة من السكان يعتمدون على المساعدات للبقاء أحياء، في أسوأ أزمة إنسانية بالعالم، وفق الأمم المتحدة.
وكانت المنظّمة العربية لحقوق الإنسان قد نددت في بيان لها مؤخراً، بالوضع المأساويّ الذي يعيشه ملايين اليمنيين في الداخل والآلاف منهم في الخارج، مطالبة بإيقاف “حرب الستّ سنوات والتي اكتسبت طابعا دوليا منذ التدخل السعودي الإماراتي هناك.
وأشارت إلى معاناة الشعب اليمني من “فرض الحصار التام، وانتشار الأوبئة القاتلة، وبلوغ الفقر مستويات قياسية، وخاصة في ظل ما أكدته تقارير أممية عن مجاعة قاسية تلوح في الأفق”.