تواصل الأجهزة الأمنية التابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي في اليمن، المدعوم إماراتياً، اختطاف الناشطة الحقوقية منى هاشم إسماعيل منذ لليوم السابع عشر على التوالي.
وكانت “منى” قد اختطفت في 4 يونيو/حزيران الجاري، عقب يوم واحد من قيام قوة أمنية باقتحام أرض يملكها زوجها وتمكينها لأحد النافذين بالقوة.
واتهم زوج منى “وحيد سعيد كليب” السلطة في عدن باختطاف زوجته، مطالباً بالكشف عن مصيرها.
وأوضح قائلا: “لاحظنا غياب زوجتي بعد خروجها من المنزل لزيارة ابنتي، حيث تفاجأنا بعدم وصولها لوجهتها، وسألنا عليها جميع الأقارب والأصدقاء ولم نعثر عليها”.
وأضاف: “لقد أبلغنا الشرطة وإدارة الأمن وكافة الجهات الأمنية، واتهمنا غريمنا في نزاع على ملكية أرض بالتورط في حادثة الاختطاف، وذلك بسبب العداء بيننا وبينه على ملكية الأرض التي تحصلنا على حكم من الجهات القضائية بملكيتنا لها، وعدم قانونية الإشغالات المقامة عليها”.
ومع ذلك؛ فقد أكد كليب أن قوة أمنية اقتحمت أرضه قبل اختطاف زوجته بيوم.
وحمّلت جهات حقوقية السلطات في عدن مسؤولية التحرك والوقوف على حادثة الاختطاف، وتطبيق قواعد القانون بحق المخالفين من الأشخاص الذين أقدموا عليها، وتعدوا على أرض المواطنين.
ووفق تقارير حقوقية دولية ومحلية؛ فإنه توجد في عدن مرافق احتجاز غير رسمية وسجون سرية تشرف عليها الإمارات، ويتم منع أهالي المعتقلين من زيارتهم.
وتسيطر قوات ممولة من الإمارات على مديريات “باب المندب وموزع والوزاعية”، بالإضافة إلى مدينة المخا الاستراتيجية، جنوب غربي محافظة تعز، كما تسيطر على “الخوخة وأجزاء من التحيتا وحيس”، جنوبي محافظة الحديدة، ومناطق أخرى في أطراف المحافظة الساحلية على البحر الأحمر.
وكانت المنظمة العربية لحقوق الإنسان في بريطانيا، قد استهجنت في أكثر من بيان، صمت المجتمع الدولي على القمع والإذلال الذي تمارسه الامارات في سجونها العلنية والسرية باليمن، بالإضافة إلى الكوارث الإنسانية التي ألحقتها في اليمن بأسلحة يتم استيرادها مباشرة من دول أوروبية وأمريكية تدعي احترام حقوق الإنسان والحفاظ عليها.
ودعت المنظمة إلى تحرك المجتمع الدولي من أجل لجم جرائم دولة الامارات بحق المواطنين الأبرياء، ولعمل على إطلاق سراح كافة المعتقلين اليمنيين، وإغلاق كافة السجون التي تسيطر عليها دولة الإمارات.
وطالبت بإيقاف الحرب القائمة في اليمن، والتي اكتسبت طابعا دولياً منذ التّدخل السعودي الإماراتي هناك، فضلا عن فرض الحصار التام، وانتشار الأوبئة القاتلة، وبلوغ الفقر مستويات قياسية، خاصة في ظل ما أكدته تقارير أممية عن مجاعة قاسية تلوح في الأفق.
وتشهد اليمن حربا منذ أكثر من سبع سنوات، أودت بحياة 233 ألف شخص، وبات 80 بالمئة من السكان، البالغ عددهم نحو 30 مليون نسمة، يعتمدون على الدعم والمساعدات، في أسوأ أزمة إنسانية بالعالم، وفق الأمم المتحدة.