تواصل سلطات الاحتلال الإسرائيلي ومستوطنيه ارتكاب انتهاكات جسيمة بحق الفلسطينيين وممتلكاتهم في الأراضي المحتلة، في تحدٍ واضح للمواثيق الدولية التي تحظر استهداف المدنيين وممتلكاتهم.
وشهد جنوب نابلس اليوم سلسلة من الاعتداءات والانتهاكات التي تضاف إلى سجل طويل من الجرائم التي تُمارس بحق الفلسطينيين دون مساءلة.
قتل مسن فلسطيني باعتداء المبرح
وقُتل المسن عاطف مالك ديرية، ظهر اليوم الأربعاء، بعد أن اعتدت عليه قوات الاحتلال بالضرب المبرح أثناء تواجده في أرضه ببلدة عقربا جنوب نابلس، المحاذية لأحد الشوارع الاستعمارية.
وأفادت مصادر محلية بأن الشيخ ديرية تعرض لاعتداء وحشي أدى إلى إصابته بجروح خطيرة نقل على إثرها إلى المستشفى الوطني في نابلس، حيث أُعلن عن مقتله.
ويمثل الشيخ ديرية الذي كان في أرضه يدافع عن حقه المشروع، نموذجًا صارخًا للمعاناة التي يعيشها الفلسطينيون تحت الاحتلال.
يُذكر أن الاعتداء وقع في منطقة تتعرض بشكل مستمر لاعتداءات المستوطنين وقوات الاحتلال، في إطار سياسة ممنهجة للسيطرة على الأراضي الفلسطينية.
هدم منشآت وحرق ممتلكات
وفي بلدة حوارة جنوب نابلس؛ أقدمت جرافات الاحتلال الإسرائيلي على هدم منشأتين تجاريتين لبيع قطع المركبات المستعملة، تعود ملكيتهما للمواطنين زياد محارب وماجد محمد.
ووقع الهدم على الطريق الرئيسي في البلدة، وهو جزء من سياسة التضييق الاقتصادي التي تهدف إلى تهجير الفلسطينيين من المنطقة، وإضعاف وجودهم.
ولم يقتصر الأمر على ذلك، إذ قام مستوطنون صباح اليوم بحرق منزل قيد الإنشاء ومركبتين في البلدة، في اعتداء واضح ومخطط له.
وبالتزامن؛ شهدت بلدة بيت فوريك شرق نابلس حوادث مشابهة، حيث أحرق المستوطنون منزلًا قيد الإنشاء، ومحل بقالة، ومركبة.
وتشكل هذه الانتهاكات تمثل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني، وخصوصًا اتفاقية جنيف الرابعة، وتمثل جزءًا من سياسة إسرائيلية ممنهجة تستهدف المدنيين الفلسطينيين وممتلكاتهم بهدف التهجير القسري، وتغيير التركيبة الديمغرافية والجغرافية للمنطقة.
ويرسخ استمرار هذه الممارسات في ظل غياب المحاسبة الدولية، ثقافة الإفلات من العقاب، ويستدعي تدخلاً فوريًا من المجتمع الدولي ومؤسساته الحقوقية لوقف جرائم الاحتلال، وضمان حماية المدنيين الفلسطينيين وحقوقهم المشروعة.