في ظل تقاعس دولي مطبق؛ أعلنت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني نفاد مخزون الاكسجين الخاص بمستشفى الأمل بخانيونس جنوب قطاع غزة بسبب استمرار حصار الاحتلال للمستشفى، محذرة من عدم إمكانية الطواقم الطبية اجراء العمليات الجراحية في مثل هذه الحالة.
وأوضحت الجمعية في بيان، أنها تقوم بالتنسيق مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر لبحث امكانية توفير ممر آمن لجلب اسطوانات الاكسجين الى المستشفى.
ويشكل نفاد مخزون الأكسجين في مستشفى الأمل بخانيونس، مسألة حقوقية ملحة وخطيرة، حيث إن هذه الأزمة تتناقض بشكل صارخ مع القوانين والمبادئ الدولية التي تحكم حقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي، خاصة فيما يتعلق بحماية ورعاية المدنيين في أوقات النزاعات والأزمات.
ويُعد الوصول إلى الرعاية الصحية الكافية حقاً أساسياً للإنسان، ويتضمن ذلك توفير مستلزمات الرعاية الطبية الضرورية مثل الأكسجين، الذي يؤدي نقصه إلى تهديد حياة المرضى، خاصة أولئك الذين في حاجة ماسة للعمليات الجراحية، مما يعرض حقهم في الحياة للخطر.
وتستلزم هذه الأزمة التي تعيشها مستشفى الأمل، تحرك المجتمع الدولي بشكل عاجل لضمان حماية حقوق المرضى، وتوفير الرعاية الطبية الضرورية لهم، ومساءلة الاحتلال الإسرائيلي عن انتهاكات لحقوق الإنسان والقانون الدولية الإنساني، الذي ينص على حماية المنشآت الطبية والعاملين فيها خلال النزاعات.
ومنذ 7 أكتوبر الماضي؛ يشن جيش الاحتلال الإسرائيلي حربا مدمرة على قطاع غزة، خلّفت أوضاعا إنسانية هائلة، وتسببت بكارثة صحية وبيئية كبيرة، جراء تدمير المرافق الحيوية وطفح الصرف الصحي لمناطق واسعة.
ومع بداية الحرب؛ قطع الاحتلال عن سكان القطاع كافة إمدادات الكهرباء والماء والوقود والغذاء، وقصف المستشفيات والمراكز الصحية والمخابز والمصانع والمتاجر ومحطات وخزانات المياه، ودمر البنية التحتية.
ويشكل العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة انتهاكاً صارخاً للقانون الإنساني الدولي وحقوق الإنسان، حيث يعرّض حياة المدنيين وممتلكاتهم للخطر الشديد، ويسبب لهم معاناة جسيمة، مما يستوجب التدخل العاجل والحازم من المجتمع الدولي لإيقاف العدوان وحماية المدنيين في القطاع.