فترة وجيزة مرت عقب زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن للملكة العربية السعودية، والذي اعُتبر أكبر تحرك دبلوماسي لكسر عزلة ولي العهد السعودي المتهم بارتكاب أبشع الجرائم بحق المعارضين، والتي أكد فيها الرئيس الأمريكي على احترام حقوق الإنسان، لتظهر الأحداث التي تلت الزيارة مباشرة على أن قيم الإدارة الأمريكية المعلنة قد انحنت أمام المصالح.
بالأمس قضت محكمة الاستئناف الجزائية في العاصمة السعودية الرياض، بسجن سيدة جديدة “نورة سعيد القحطاني” لمدة 45 سنة، بتهمة “الإخلال بالنظام العام” لمجرد كتابتها تغريدات ومنشورات على مواقع التواصل الاجتماعي.
وقد سبق هذا الحكم حكما بسجن الناشطة سلمى الشهاب 34 عاما على خلفية تغريدات لها على موقع “تويتر”، والتي كانت صاحبة “الحكم الأعلى بالسجن على النشطاء”، قبل أن تسبقها القحطاني بعد الحكم الذي تلقته أخيراً.
وقبل أيام كذلك؛ أصدرت المحكمة الجزائية المتخصصة، حكمًا بالسجن لمدة 23 عامًا، على الناشطة مها سليمان القرعاني الحويطي، لأسباب مشابهة.
وحوكمت القحطاني، ومثيلاتها بموجب قانون مكافحة جرائم الإرهاب وتمويله، وهو القانون ذاته الذي يستخدمه النظام السعودي للبطش بمنتقديه ومعارضيه، ليراقب المجتمع الدولي في صمت أحكام قاسية بحق أشخاص غردوا على مواقع التواصل الاجتماعي بآراء لم تعجب النظام، بينما يحكم القضاء السعودي المسيس عليهم بأحكام قاسية بالسجن لسنوات طويلة.
ليبدو واضحا أن زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى السعودية، لم تكن أبدا تضع ملف حقوق الإنسان على أجندتها، بل على العكس شجعت الزيارة النظام السعودي على تصعيد حملته القمعية ضد المعارضين بأحكام غير مسبوقة.