توفي المعتقل القاصر وليد خالد عبدالله أحمد (17 عاما) من بلدة سلواد شرق رام الله، داخل سجن مجدو الإسرائيلي، في ظروف غامضة تضاف إلى سلسلة طويلة من الانتهاكات التي يتعرض لها الأسرى الفلسطينيون، خاصة منذ بدء الحرب الدموية المستمرة على قطاع غزة.
واعتُقل وليد في 30 سبتمبر 2024، وبقي محتجزاً دون محاكمة حتى لحظة وفاته. لم تُكشف تفاصيل واضحة عن أسباب وفاته، إلا أن وفاته تعكس استمرار سياسة الإهمال الطبي والتعذيب الممنهج داخل سجون الاحتلال، ما يحوّل هذه المعتقلات إلى مساحات موت بطيء تستهدف الأسرى، بغض النظر عن أعمارهم أو أوضاعهم الصحية.
ومنذ بداية الحرب الأخيرة في أكتوبر 2023، ارتفع عدد المتوفين بين الأسرى إلى مستويات غير مسبوقة، في ظل انتهاكات متصاعدة تشمل التعذيب الجسدي والنفسي، التجويع المتعمد، الحرمان من العلاج، والاعتداءات الوحشية.
وبالإضافة إلى ذلك، تُستخدم سياسة الإخفاء القسري بحق العديد من المعتقلين، خاصة من قطاع غزة، في محاولة لإخفاء حجم الجرائم التي تُرتكب خلف جدران السجون.
ويعكس استهداف القاصرين بالاعتقال والتعذيب وجهاً آخر من أوجه الانتهاكات التي تخالف الاتفاقيات الدولية، وعلى رأسها اتفاقية حقوق الطفل التي تحظر احتجاز القاصرين وتعريضهم للتعذيب أو سوء المعاملة. كما يشكل هذا الاستهداف انتهاكاً صارخاً للمادة الثالثة من اتفاقية جنيف الرابعة التي تؤكد على حماية المدنيين والأشخاص المحتجزين.
ويشكل تكرار حالات وفاة الأسرى، وخاصة القاصرين، دليلاً إضافياً على أن ما يحدث ليس مجرد انتهاكات متفرقة، بل سياسة ممنهجة تهدف إلى كسر إرادة الشعب الفلسطيني عبر استهداف أسراه.
إن استمرار هذه الجرائم في ظل غياب أي محاسبة دولية حقيقية يعزز من حالة الإفلات من العقاب، ما يستدعي تحركاً فورياً من المجتمع الدولي لوقف هذه الانتهاكات، وضمان تقديم المسؤولين عنها للعدالة.